للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

نحو: مطيل ومنيل، فإنهما من: أطال وأنال ولما قال: لما يوزان فاعلا أو فاعلة، احتاج إلى أن يقول: من اسم معتز إلى فعل؛ فليس ذلك احترازا من شيء خيف دخوله، ولا من شيء خيف خروجه. وقوله: معتل العين، قد عرفت أن ذلك شرط لإعلال اسم الفاعل المذكور، ولو قال: معلّ العين كان أولى، فإن نحو: عين، وقوي، وعور وصيد، وشوي، يصدق عليه أنه معتل العين؛ لأن عينه حرف علّة، ومع هذا فاسم الفاعل منها لا إبدال فيه، بل يجب فيه التصحيح وقوله: أو اسم لا فعل له قد ثّلوا له بحائز وحائزة، قالوا: فإنهما اسمان لا فعل لهما، والحائز:

البستان، قال الشاعر:

٤٢٩٣ - صعدة نابتة في حائز ... أينما الرّيح تميّلها تمل (١)

والحائزة: خشبة تعمل في وسط السقف.

الموضع الثاني: كل كلمة صدّرت بواوين فإنه يجب إبدال الهمزة من أول الواوين ولكنّ ذلك مقيد بقيد؛ وهو أن لا تكون الثانية مدّة زائدة ولا مدّة مبدلة من همزة، أما إذا كانت الثانية غير مدّة كأواصل جمع: واصلة، وأويصل تصغير واصل (٢)، أو مدّة غير زائدة كالأولى، أصله الوولى؛ لأنه مؤنث، فإن الإبدال - أعني إبدال الهمزة من الواو

الأولى - واجب، ومثال ما لا يجب فيه الإبدال المذكور مما الثانية فيه مدّة مزيدة: ووفي وووري: الأصل: وافي وواري، مبنيّا للمفعول، ومما الثانية فيه مبدلة من همزة: الوولى مخفف: الوؤلي أنثى: الأوأل أفعل تفضيل من: وأل إذا لجأ (٣)، وإلى هذين الأمرين أشار المصنف بقوله: -


(١) البيت من بحر الرمل وقائله هو كعب بن جعيل من قصيدة يصف فيها امرأة، شبّه قدّها بالقناة وقبل البيت:
فإذا قامت إلى جارتها ... لاحت السّاق بخلخال زجل
الصّعدة: القناة التي تنبت مستوية فلا تحتاج إلى تثقيف، ويقال: امرأة صعدة أي: مستوية القامة، ويروى البيت برواية: حائر، والحائر: الأرض التي يستقر فيها السّيل فيتحير ماؤه ولا يجري، وفي البيت شاهد آخر وهو تقديم الاسم على الفعل مع: أينما الشّرطية. والبيت من شواهد سيبويه (١/ ٤٥٨)، وشرح الكافية (٤/ ١٥٩٩)، وأمالي الشجري (١/ ٣٣٢)، واللسان «صعد»، والعيني (٤/ ٤٢٤، ٥٧١).
(٢) ينظر: التذييل (٦/ ١٤٠ أ)، والمساعد (٤/ ٩٠)، والممتع (١/ ٣٣٢).
(٣) ينظر: التذييل (٦/ ١٤٠ ب)، والمساعد (٤/ ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>