للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

همزة، فقد عرفت أنه احترز به من جيايا جمع جيّئ، ويدخل - أيضا - تحت قوله: إن لم يكن بدلا من همزة نحو:

جوايا جمع جويّة، أو جاوية أو جاويا، وزوايا جمع زاوية، وجنايا جمع جنيّة والعلة لعدم إبدال الحرف المذكور همزة، أنه كان همزة ثم أبدل منها كما سيأتي بيانه في مسألة خطايا ونحوه، إن شاء الله تعالى. فلو أبدلوه همزة لكانوا قد عادوا إلى ما استثقلوه من اجتماع ألفين وهمزة مفتوحة بينهما (١)، وأما قوله: ولا مفصولا من الطرف لفظا أو تقديرا فقد عرفته، والمفصول لفظا نحو: طواويس وعواوير، والمفصول تقديرا نحو: عواور، فإذا اضطر شاعر فلا يبدل؛ لأن الأصل: عواوير والحذف عارض فلا يعتد به، كما لا يعتد بالبعد من الطرف إذا اضطر شاعر فزاد ياء نحو قوله:

٤٢٩٤ - فيها عيائيل أسود ونمر (٢)

لأن هذا المدّ عارض للضرورة، فلا اعتداد به، وما أحسن قول ابن الحاجب:

وصحّ عواور وأعل عيائيل؛ لأن الأصل: عواوير فحذف، وعيائيل فأشبع (٣)، واستحسن الشيخ قول المصنف في إيجاز التعريف إذا وقعت ألف التكسير بين حرفي علّة (٤)، واستجوده على عبارته في التسهيل؛ لأنه قال: إذا اكتنفنا طرفا اسم حرفي لين بينهما ألف. قال الشيخ: ومثل عواوير وطواويس لم يل الواو الآخرة فيهما الطرف، وإنما وليها ياء بعدها الطرف (٥). انتهى. ولا شك أن عبارته في إيجاز التعريف أخصر وأبين وأحسن.

وأما قوله: ولا يختص هذا الإعلال بواوين في جمع، خلافا للأخفش فقد تقدم تقريره وإلى ما ذهب إليه الأخفش في ذلك ذهب أبو إسحاق الزجاج قالوا: -


(١) ينظر: المساعد (٤/ ٩٥).
(٢) من الرجز قائله حكيم بن معية الربعي، الضمير في: فيها يرجع إلى الغيطان في البيت الذي قبله.
والشاهد: في قوله: عيائيل؛ حيث أبدلت الهمزة من ياء. واحد العيال: عيل، والجمع: عيايل، مثل:
جيد وجيايد. ويروى فيها: تماثيل، وفيها: غيائيل. انظره في: الكتاب (٣/ ٥٧٤)، والمقتضب (٢/ ٢٠٣)، وابن يعيش (٥/ ١٨، ١٠/ ٩١، ٩٢)، والمقرب (٢/ ١٠٧، ١٦٣)، وشرح شواهد الشافية للبغدادي (٢٧٦)، والعيني (٤/ ٥٨٦)، والتصريح (٢/ ٣١٠، ٣٧٠).
(٣) شرح الشافية (٣/ ١٢٧).
(٤)،
(٥) التذييل (٦/ ١٤٤ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>