للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وهو مذهب سيبويه (١)، ولولا ما ورد به السماع في جون (٢)، ومير من الإبدال لما أبدلت، بل كانت في ذلك تحمل على نظائرها مما هو متحرّك ما قبله في جعلها بين بين. وقد علم من هذا أن الأخفش يوافق الجمهور في تسهيل الهمزة بينها وبين حرف حركتها في الصور الخمس الباقية، وهي: المفتوحة بعد كسرة، والمكسورة بعد فتحة أو كسرة، والمضمومة بعد فتحة أو ضمة نحو: سأل، وسئم، ومستهزئين، ورؤوف، ورؤوس. واعلم أن في الهمزة المضمومة بعد [٦/ ١٥٢] كسرة، والمكسورة بعد ضمة (مذهبا) (٣) آخر لم يذكره المصنف، وهو أن يجعل الهمزة بينها وبين حرف حركة، فيكون تخفيف: مستهزئون بين الهمزة والياء، وتخفيف: سئل بين الهمزة والواو، وكأن هذا المذهب فرع عن مذهب الأخفش.

على أن ابن الحاجب إنما ذكره، ولم يذكر (٤) مذهب الأخفش، وهو الإبدال واوا أو ياء، عكس ما فعله المصنف. وقد نقل الشيخ هذا المذهب ونسبه إلى أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح (٥)، ثم قال: وقد أولع به جماعة من القراء. وآثروه على مذهب سيبويه، يعني وهو التسهيل بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها، وعلى مذهب الأخفش وهو الإبدال واوا أو ياء، ثم إنه استضعف ذلك بما توقف عليه من كلامه (٦)، ولما ذكر ابن الحاجب

الصور التسع في الهمزة المتحركة المتحرك ما قبلها وذكر أمثلتها؛ قال: فنحو: مؤجّل واو، ونحو: مائة ياء، ونحو: مستهزئون، وسئل بين بين المشهور، وقيل: البعيد، والباقي بين بين المشهور (٧)، وأراد بالمشهور: أنه يكون بينها وبين حرف حركتها، وبالبعيد أن -


- «أتعجب من قوله: لم يسمع مع أنه جاء منه عن همزة وقف في نحو: مستهزئون وسئل فلا تغفل».
ينظر في ذلك: الإتحاف (ص ١٢٩ - ١٣٠).
(١) انظر: الكتاب (٣/ ٥٤٤ - ٥٥٥)، والتذييل (٦/ ١٥١ أ)، وابن يعيش (٩/ ١١٢)، وشرح الشافية (٣/ ٤٧).
(٢) الجونة: من أسماء الأضداد، يطلق على الأبيض والأسود. اللسان «جون».
(٣) كذا في (ب)، وفي (جـ) «مذهب».
(٤) شرح الشافية للرضي (٣/ ٤٤).
(٥) هو شريح بن محمد بن شريح بن أحمد بن شريح الرعيني الإشبيلي أبو الحسن القاضي المقرئ، أخذ القراءات عن أبيه، صنف بديع القرآن. راجع: بغية الوعاة (٢/ ٢)، وطبقات القراء لابن الجزري (٢/ ١٥٣).
(٦) التذييل (٦/ ١٥٠ ب).
(٧) شرح الشافية (٣/ ٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>