للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بالحذف أولى لتطرفها لفظا في: عطيّ وتقديرا في: أديّة، واشترط كسر المتوسطة؛ لأنها لو فتحت انقلبت الثالثة ألفا، ولو سكنت جرت الثالثة مجرى الصحيح (١)، ولا فرق عند سيبويه بين زيادة الثانية كما هي في تصغير عطاء، وعدم زيادتها كما هي في تصغير: أحوى (٢) لاستواء اللفظين في الثقل لو جاء تائين فتقول في تصغير أحوى: أحيّ غير مصروف، والأصل: أحيوي، فقلبت الواو وأدغم في ياء التصغير فصار: أحيّي، فاجتمع فيه ما اجتمع في

عطيّ قبل أن يخفف بالحذف فألحق به، وأبو عمرو (٣) يفرّق فيحذف في عطيّ ونحوه مما الياء الأولى والثانية فيه زائدان، ولا يحذف في أحيّ ونحوه (٤)؛ لأن الياء الثانية موضع العين مع الاجتماع على اغتفار ذلك في الفعل كأحيّي مضارع حيّيت، وفي الاسم الجاري عليه كالمحيي والتّزيّي مصدر تزيّا بالشيء، وإنما اغتفر ذلك في الفعل من أجل أنه عرضته لحذف آخره بالجزم (٥)، ثم حمل عليه اسم الفاعل والمصدر. انتهى. وقد انحلّ بهذا الذي أورده في إيجاز التعريف قوله في التسهيل: وتحذف - أيضا - كل ياء إلى [٦/ ١٧١] قوله: خلافا لأبي عمرو، وعرف منه تحتم الحذف عند الجميع في الصورة الأولى وتحتمه - أيضا - إلا عند أبي عمرو في الصورة الثانية من الصور الثلاث التي تقدمت الإشارة إليها، وأما الصورة الثالثة فستذكر، وقال المصنف أيضا في شرح الكافية: إذا وقع بعد ياء التصغير ياءان حذفت الثانية منهما استثقالا لتوالي ثلاث ياءات، كقولك في أتى: أتيّ، والأصل: أتيّي بثلاث ياءات، أولاهن ياء -


(١) انظر: الكتاب (٢/ ١٣٢) والرضي (١/ ٢٣١) والجاربردي (١/ ٨٤).
(٢) قال سيبويه في الكتاب (٢/ ١٣٢) بولاق: «واعلم أنه إذا كان بعد ياء التصغير ياءات حذفت التي هي آخر ويصير الحرف على مثال: فعيل ويجري على وجوه العربية، وذلك قولك في عطاء: عطيّ ...
وكذلك أحوى إلا في قول من قال: أسيود. ولا تصرفه؛ لأن الزيادة ثابتة في أوله، ولا يلتفت إلى قلته كما لا يلتفت إلى قلة يضع. ثم قال: وأما يونس فقوله: هذا أحيّ كما ترى وهو القياس والصواب» وانظر: ابن يعيش (٥/ ١٢٦).
(٣) هو أبو عمرو ابن العلاء وقد تقدمت ترجمته، وانظر رأيه في الكتاب (٢/ ١٣٣) وابن يعيش (٥/ ١٢٦) والرضي (١/ ٥٩).
(٤) رده سيبويه حيث قال في الكتاب (٢/ ١٣٣): «وأما أبو عمرو فكان يقول: أحيّ، ولو جاز ذا لقلت في عطاء: عطيّ؛ لأنها ياء كهذه الياء ...».
(٥) انظر: التذييل (٦/ ١٦٤ ب) والمساعد (٤/ ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>