للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

شاء الله تعالى، وحاصل ما يذكر هنا: أنه إذا وقع قبل لام الكلمة واو ساكنة فيما كان جمعا مما لامه واو فبابه الإعلال نحو: عتي وجثي (١)، في جمع عات وجاث، والتصحيح فيه نادر كقولهم نحو ونحو (٢)، وأب وأبو، وما كان غير جمع مما لامه واو أيضا، فإن كان مصدرا ففيه وجهان: التصحيح والإعلال، والتصحيح أكثر، وذلك نحو: بدا الشيء يبدو بدوّا: ظهر (٣)، وحنا عليه يحنو حنوّا: عطف (٤)، وخبت النار تخبو خبوّا: سكن لهبها (٥)، وسلاه يسلوه سلوّا:

تركه (٦)، وعتا يعتو عتوّا: تجبّر (٧)، وأما الإعلال فنحو: ضحا يضحو ضحيّا: برز للشمس (٨)، وعتا الشيخ يعتو عتيّا: بلغ غاية الكبر، وعسا الشيخ يعسو عسيّا وعسوّا: كبر وولى، والعود: يبس وصلب (٩). وإن كان اسم مفعول فإما أن يكون من فعل أو فعل، فإن كان من فعل فقياسه التصحيح وهو الغالب في الاستعمال نحو: دررت الشيء فهو مدروّ ورجوت زيدا فهو مرجوّ وغزوته فهو مغزوّ، وعدوت عليه فهو معدوّ عليه، ويجيء فيه الإعلال ومجيئه فيه أكثر من مجيئه في المصدر نحو: مغزيّ ومعديّ عليه، وإن كان من فعل فقياسه والمعروف في استعماله الاستثقال حملا على الماضي وذلك نحو: ضري الكلب بالصيد فهو مضريّ به، وغبي عن الأمر غباوة

فهو مغبيّ عنه، وشهيت الشيء شهوة فهو مشهيّ، ورضيت بالشيء فهو مرضيّ. - قال الله تعالى: ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (١٠)، وقد قيل: مرضوّة ولكنهم حكموا بندوره (١١)، وإذا تقرر هذا فاعلم أن المصنف سيذكر فعولا غير الجمع بعد، وأما فعول الجمع فقد أشار إليه بقوله:

والكائنة لام فعول جمعا، فإنه عطفه على ما يبدل فيه الواو المتطرفة ياء، وهذه إحدى المسألتين اللتين تضمنهما كلامه الآن فكأنه قال: وتبدل ياء - أيضا - الواو المتطرفة الكائنة لام فعول جمعا، ومثال ذلك ما تقدم من: عتي وجثي جمعي عات -


(١) انظر: الكتاب (٢/ ٣٨٢) والمنصف (٢/ ١٢٣).
(٢) انظر: المرجعين السابقين.
(٣) اللسان «بدا».
(٤) اللسان «حنا».
(٥) اللسان «خبا».
(٦) اللسان «سلا».
(٧) اللسان «عتا».
(٨) اللسان «ضحا».
(٩) اللسان «عسا».
(١٠) سورة الفجر: ٢٨.
(١١) انظر: توضيح المقاصد (٦/ ٧٠) وابن عقيل على الألفية (٤/ ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>