. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
زاعمين أن أصلها الياء. والأولى عندي جعل هذه الأواخر من الواو، أما سيبويه فذكر من هذه الأربعة الشروى والرعوى، وذكرهما فيما أصله الياء؛ وذلك لظهور الاشتقاق، ودعوى المصنف عدم الاشتقاق في شروى؛ لأن له نظائر غير مشتقة - غير سديد؛ لأنه لا يلزم من عدم الاشتقاق في النظير عدمه في نظيره. وكذلك دعواه في دعوى أنه من ذوات الواو وفاقا لأبي علي - بعيد؛ لأن سيبويه ما حكم على الرعوى بأن واوه منقلبة عن ياء إلا بعد تبيينه أن ذلك من: رعيت رعيا، وهو بمعنى الحفظ (١).
الثالث: قوله: ومما يبين أن إبدال يائها واوا شاذ تصحيح ياء: ريّا وهي الرائحة ذهب المصنف في: الريّا إلى أنها اسم، وقد ذكرها سيبويه في الصفات، قال سيبويه:
ولو كانت ريا اسما لقلت: روّى، قال بعض أصحابنا - يعني به ابن عصفور فإنه ذكر ذلك في الممتع (٢) -: وأما ريا التي يراد بها الرائحة من قول الشاعر:
٤٣١٢ - نسيم الصّبا جاءت بريّا القرنفل (٣)
فصفة من معنى: رويت، وكان الأصل فيه رائحة ريّا، أي: ممتلئة طيبا، ولو كانت اسما لكانت روّى؛ لأن أصلها: رويا، ثم تبدل الياء واوا كما فعل في:
عوّى، ثم تدغم الواو في الواو، فلما لم يقولوا ذلك، علمنا أنها صفة أصلها رويا، فقلبت الواو ياء وحصل الإدغام (٤)، والتعقبات التي ذكرها الشيخ عشرة (٥) اقتصرت منها على ذكر هذه الثلاثة واعلم أن ابن عصفور لما تكلم على فعلى وفعلى المتقدمي الذكر ذكر فعلى فقال: وأما فعلى فينبغي أن يبقى على الأصل ولا يغير من -
(١) التذييل (٦/ ١٧٢ أ).
(٢) قال في الممتع (٢/ ٥٧٢): «ولو كانت اسما لكانت: روّى؛ لأن أصلها: رويا، فكنت تبدل الياء واوا كما فعلت ذلك في عوّى ثم تدغم الواو في الواو».
(٣) عجز بيت من الطويل من معلقة امرئ القيس وصدره:
إذا قامتا تضوّع المشك منهما
الصبا: ريح طيبة من جهة المشرق، الريا: الرائحة وهي الشاهد، يقول: إذا قامت أم الحويرث وأم الرباب فاحت ريح المسك منهما كنسيم الصبا إذا جاءت بعرف القرنفل ونشره، شبه طيب رياهما بطيب نسيم هب على قرنفل وأتى برياه، وانظره في المصنف (٣/ ٢٠، ٧٥) والمغني (٢/ ٦١٧) والممتع (٢/ ٥٧٢) وديوانه (٣٢).
(٤) الممتع (٢/ ٥٧٢).
(٥) التذييل (٦/ ١٧٢ أ، ب).