للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يقولون في النسب إلى فعيل: فعيلي فلا يحذفون الياء، ويقولون في النسب إلى فعيلة: فعلي، فيحذفون الياء لحذفهم التاء، وزعم البغداديون (١) أن سيّدا وميّتا وأمثالهما في الأصل على وزن فيعل بفتح العين، والأصل: سيد وميت ثم غير على غير قياس، كما قالوا في النسب إلى بصرة: بصري بكسر الباء والذي حملهم على ذلك أنه لم

يوجد فيعل في الصحيح مكسور العين، بل يكون مفتوحها نحو:

صيرف وصيقل. وهذا الذي ذهبوا إليه فاسد؛ لأنه لا ينبغي أن يحمل على الشذوذ ما أمكن، وأيضا فإنّه لو كان كتغيير بصري لم يطرد اطراده في مثل سيّد وميّت وليّن وهيّن وهذا دليل على بطلان ما ذهبوا إليه، فأما مجيئه على فيعل مع أن الصحيح لم يجئ على ذلك؛ فليس بموجب لادعاء أنه في الأصل مفتوح العين؛ لأن المعتل قد ينفرد في كلامهم ببناء لا يوجد في الصحيح (٢)، وذلك نحو: قرية، قالوا في جمعها: قرى ولا يجمع فعل من الصحيح على فعل أصلا، وكذلك نحو:

قاض وغاز، قالوا في جمعهما: قضاة وغزاة، فجمعوها على: فعلة بضم الفاء ولا يجمع الصحيح اللام إلا بفتح الفاء نحو: ظالم وظلمة، وكافر وكفرة وذهب الفراء إلى أن الأصل في سيد: سويد على وزن فعيل ثم قلب، وكذلك ما كان نحوه، وحمله على ذلك عدم: فيعل بكسر العين في الصحيح. وهذا الذي ذهب إليه فاسد؛ لأن القلب ليس بقياس. وأيضا فإنه لم يجئ على الأصل في موضع، ولو كان الأمر كما ذكر لسمع سويد ومويت (٣). انتهى كلام ابن عصفور غير ما حذفته منه فلم أذكره وأما فاعل فنحو: هار وشاك، أصلهما: هاير وشايك (٤).

قال المصنف في إيجاز التعريف في فصل ثالث من الفصول التي ذكر الحذف فيها:

ومن الحذف ما لا يطرد ولا يلزم كحذف عين فاعل المعتل مثل قولهم في هاير وشايك: هار وشاك ويمكن أن يكون المحذوف [٦/ ٢٠٠] من هذين ونحوهما إنما هو الألف الزائدة كما حذفت في فاعل المضاعف. كقولهم في رابّ وبارّ وسارّ -


(١) انظر: المنصف (٢/ ١٦)، وابن يعيش (١٠/ ٧٠)، والمزهر (٢/ ٥٦)، ويس على التصريح (٢/ ٣٠٧)، والكتاب (٢/ ٣٧٢)، والصبان (٤/ ٣١٣).
(٢) انظر: الكتاب (٢/ ٣٧١)، والمنصف (٢/ ١٦، ١٧).
(٣) الممتع (٢/ ٤٩٨ - ٥٠١).
(٤) انظر: التذييل (٦/ ١٨٨ ب)، والمساعد (٤/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>