للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

جهة الشذوذ وما زائدة، وشبهت لو بأن، فحذفت ألف ترى، كما أنها لو وقعت بعد أن لحذفت ولا يقال: إن لو جزمت؛ لأن القول بأنها تجزم غير معول عليه.

وأما قوله: ونحو خافوا فلم أدر ما أراد بما يحذف منه. والظاهر أنه يريد أن الواو التي هي ضمير الفاعل قد تحذف في نحو: خافوا وطابوا وجاؤوا اكتفاء بالضمة.

وقد عرف من كلام المصنف هنا أن الحروف التي عرض لها الحذف ثمانية أحرف، وهي الواو والياء والهاء والهمزة والنون والحاء والخاء والتاء. وقد عرف أن هذا الحذف كله شاذ، وأنه مع شذوذه منه ما يكثر، ومنه ما يقل.

وقال ابن عصفور: الحذف على غير قياس يكون في أحد عشر حرفا، وهي الهمزة والألف والواو والياء والهاء [٦/ ٢٠٤] والنون والباء والحاء والخاء والفاء والطاء. قال: فجاء الحذف في الهمزة في الله، وفي ناس، وفي خذ

وكل ومر وفي أب، قالوا: يا با فلان، وأنشد البيت المتقدم (١)، وفي يرى وترى وأرى ونرى، في لغة من لا ينقل الهمزة في مثله وفي سواية والأصل: سوائية (٢)، وفي براء والأصل برآء. وجاء في الألف واللام وفي أما قالوا: أم والله. والأصل: أما، وفي الوقف في الضرورة نحو قوله: رهط مرحوم ورهط ابن المعل، يريد المعلّى، وفي: لهفي نحو:

٤٣٤٣ - ولست براجع ما فات منّي ... بلهف، ولا بليت، ولا لو انّي (٣)

وجاء في الواو في غد وأب وأخ وهن، واسم وكرة وقلة، لقولهم: كروت بالكرة وقلوت بالقلة، وفي ثبة وظبة حملا لهما على الأكثر (٤). وجاء في الياء في:

يد ومائة وفي دم وجاء في الهاء في شفة؛ لقولهم: شفاه، وفي عضة؛ لقولهم: -


(١) المقرب (٢/ ١٩٩).
(٢) المرجع السابق، وانظر الممتع (٢/ ٦٢١).
(٣) أنشده ابن منظور (لهف) ولم يعزه، والبيت من الوافر، وقوله: بلهف موضع الشاهد أي: بقولي: يا لهفا، وقوله: بليت أي: بقولي: يا ليتني، وقوله: ولا لو اني، أي: بقولي: لو أني فعلت كذا لكان كذا، وأصل الكلام يا لهفا على أن اللهف مضاف إلى ياء المتكلم ثم قلبت الكسرة التي قبل ياء المتكلم فتحة وقلبت الياء ألفا، ثم حذف هذه الألف المنقلبة عن ياء المتكلم مجتزئا بالفتحة التي قبلها؛ لأنها ترشد إليها وتدل عليها، انظره في الخصائص (٣/ ١٣٥)، والمحتسب (١/ ٢٧٧، ٣٢٣)، وأمالي الشجري (٢/ ٧٤)، والإنصاف (٣٩٠، ٤٤٩، ٤٥٦)، والمقرب (١/ ١٨١)، والممتع (٢/ ٦٢٢)، والتصريح (٢/ ١٧٧)، والأشموني (٢/ ٢٨٢، ٣/ ١٥٥).
(٤) انظر الممتع (٢/ ٦٢٣)، والمقرب (٢/ ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>