للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وهذا كلام الإمام بدر الدين ولد المصنف (١) وهو أحسن من كلام ابن عمرون حيث قال: «لأنه إمّا أن يقصد به التّعظيم أو التّحقير أو لا، فإن لم يقصد أحدهما فهو الاسم وإن قصد فهو اللّقب، ثم الاسم واللّقب إمّا أن يضاف إليهما أب أو أمّ أو لا.

فإن أضيف فهو الكنية لاقتضاء هذا التقسيم تداخل الأقسام (٢).

إذا تقرر هذا فقد ذكر المصنف لاجتماع اللقب مع الاسم حكمين:

أحدهما: بالنسبة إلى ما يكون مقدما منهما على الآخر.

وثانيهما: بالنسبة إلى كيفية إعراب الثاني (٣) ولم يتعرض المصنف إلى ذكر اجتماع الكنية مع اللقب، والظاهر أن حكم الكنية في ذلك حكم الاسم (٤).

أما الحكم الأول: فهو أن اللقب يؤخر عن الاسم، وقد ذكر لتعليل ذلك أمور:

منها: أن اللقب أشهر من الاسم.

ومنها: أن اللقب يقصد به التعظيم أو التحقير. فلو قدم وأضيف إلى الاسم لكان بعد نكرة، وتنكيره يزيل الغرض الذي قصد به بخلاف تنكير الاسم.

وهذه العلة قاصرة لعدم اطرادها فيما إذا كان بينهما تركيب (٥) إلا أن يقال: لما استقر ذلك حال كونهما مفردين أجريناه حال التركيب طردا للباب.

ومنها: ما ذكره المصنف (٦)؛ وهو أن اللقب في الغالب منقول من اسم غير إنسان كبطة وقفة وكرز (٧)؛ فلو قدم لتوهم السامع أن المراد مسماه الأصلي وذلك مأمون بتأخيره، فلم يعدل عنه إلّا فيما ندر من الكلام كقول جنوب (٨) أخت عمرو ذي الكلب: -


(١) انظر نص ذلك في شرح ابن الناظم على الألفية (ص ٧٣) (دار الجيل بيروت) د/ عبد الحميد السيد.
(٢) معنى تداخل الأقسام فيه: أن من لم يضف إليه أب أو أم فهو اسم أو لقب، وقد دخل الاسم في التقسيم الأول حيث لم يقصد به تعظيم أو تحقير.
(٣) في نسخة (ب): التالي مكان الثاني.
(٤) الأمر كما رآه ناظر الجيش، قال ابن مالك في الألفية:
واسما أتى وكنية ولقبا ... وأخّرن ذا إن سواه صحبا
ومعناه أخّر اللقب إن صحب سواه أي من الاسم والكنية.
(٥) وذلك لأن المركب منهما لا يضاف أحدهما إلى الآخر.
(٦) في شرح التسهيل (١/ ١٧٤).
(٧) في القاموس (٢/ ١٩٥) وكرز كبرج: خرج الراعي.
(٨) هي جنوب بفتح الجيم وضم النون، واسمها عمرة بنت العجلان أخت عمرو بن الكلب بن العجلان -

<<  <  ج: ص:  >  >>