للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا. وهي لغة للعرب جيدة نصبوها كما جرّوها حين قالوا «امرر على

أيّهم أفضل» [١/ ٢٢٦] فأجرى هؤلاء مجرى الّذي إذا قلت: اضرب الّذي أفضل» انتهى (١).

واعلم أن أيّا من الكلمات التي تلازم الإضافة موصولة كانت أو غير موصولة، وسيذكر أحكام غير الموصولة مستوفاة في فصل مفرد من فصول هذا الباب (٢) وهو الآن يذكر أحكام الموصولة لأن الكلام فيها وقد ذكر لها أربعة أحكام:

أحدها: إضافتها لفظا كقولك: أقصد أيهم هو أكرم أو نية كقولك سل منهم أيّا تلقاه ولم تكن الإضافة مختصة بالموصولة، بل أقسام أي كلها مشتركة في لزوم الإضافة فلم يذكر الإضافة لخصوصها، بل إنما ذكرها لكون المضاف إليه يلزم كونه معرفة إذا كانت أي موصولة بخلاف بقية الأقسام.

وقال الشيخ تابعا لابن عصفور: «وقد يضاف إلى النّكرة فيقال أي رجل عندك وأيّ رجال عندك وأيّ امرأة وأي امرأتين» انتهى (٣).

ويحتاج إثبات ذلك إلى دليل. ثم إن المصنف إنما مثل بالإضافة إلى الضمير.

وقال الشيخ: «إذا قلت يعجبني أي الرجال عندك يتبين بإضافة أي إلى الرجال -


- الدمشقي وذلك لصغر عينيه مع ضعف بصره، كان عارفا بالتفسير والنحو والمعاني والبيان والغريب والقراءات السبع، وقد صنف كتابا في القراءات، وعنه اشتهرت قراءة أهل الشام توفي سنة (٢٩٢ هـ)، وكان قد ولد سنة (٢٠١ هـ) (غاية النهاية (٢/ ٣٤٧) الأعلام: ٩/ ٤٥).
(١) اقرأ المسألة بالتفصيل في كتاب الإنصاف: (٢/ ٧٠٩) يقول أبو البركات الأنباري:
«ذهب الكوفيون إلى أن أيهم إذا كان بمعنى الذي وحذف العائد من الصلة معرب نحو قولهم لأضربن أيهم أفضل، وذهب البصريون إلى أنه مبني على الضم وأجمعوا على أنه إذا ذكر العائد فهو معرب نحو قولهم: لأضربن أيهم هو أفضل، وذهب الخليل بن أحمد إلى أن أيهم مرفوع بالابتداء وأفضل خبرة ويجعل أيهم استفهاما ويحمله على الحكاية بعد قول مقدر، وذهب يونس إلى مثل ما ذهب إليه الخليل، إلا أنه يجعل الفعل المذكور هو العامل إلا أنه معلق عن العمل ... إلخ ثم يرجح رأي البصريين ويرد على الثلاثة الأخرى».
(٢) انظر ما سبق: فصل: وتقع أي شرطية واستفهامية وصفة لنكرة مذكورة غالبا وحالا لمعرفة، ويلزمها في هذين الوجهين الإضافة لفظا ومعنى إلى ما يماثل الموصوف ... إلخ.
(٣) التذييل والتكميل: (٣/ ٥٦). وكلام ابن عصفور في شرحه على الجمل (٣/ ٤٧) في باب مواضع أي.

<<  <  ج: ص:  >  >>