ونبهت على أن التمييز لا يكون إلا صالحا للألف واللام مع أن كل مميز لا يكون إلا كذلك بالاستقراء لأن أبا علي والزمخشري يجيزان التمييز في هذا الباب بما، ويزعمان أن فاعل نعم في قوله تعالى: فَنِعِمَّا هِيَ فنعما هي وشبهه مضمر ذلك كما هو في نعم رجلا زيد وما في موضع نصب على التمييز. وربما اعتقد من لا يعرف أن هذا هو مذهب سيبويه وذلك باطل، بل مذهب سيبويه أن ما اسم تام مكنى به عن اسم معرف بالألف واللام الجنسية مقدر بحسب المعنى كقولك في إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ إن معناه فنعم الشيء إبداؤها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. قال ابن خروف: وتكون ما تامة معرفة بغير صلة نحو دققته دقّا نعما. قال سيبويه: أي نعم الدق. شرح التسهيل (٣/ ١٢) (عبد الرحمن السيد، وبدوي المختون). (٢) سورة البقرة: ٢٧١. (٣) هذا هو الموضع الثالث من مجيء ما نكرة مفردة أي خالصة من صفة ومن تضمين معنى شرط أو استفهام. (٤) البيت من بحر الطويل لم ينسب فيما ورد من مراجع. اللغة: الزاهرية: عين عميقة كان المتوكل نزل بها وبنى بها بناء. النأي: البعد. ألمّ بها: نزل بها. ذكرا: حال أو تمييز. والشاعر: يطلب من صديقيه أن يقفا حول هذه العين وينشداه فراق أحبابه فقد كانت له في هذا المكان ذكريات مؤلمة. وشاهده: وقوع ما نكرة خالية من معنى شرط أو استفهام أو موصوفية والتقدير من أمر إلمامي. وذكر المبرد أن مما هنا بمعنى ربما واستشهد بالبيت المذكور (المقتضب: ٤/ ١٧٥). والبيت في معجم الشواهد (ص ١٣٩). (٥) انظر الكتاب المذكور (١/ ٢٨١) بتحقيق د/ عبد المنعم هريدي. (٦) قال ابن مالك بعده: وبيانه في باب نعم وبئس يستوفي. (٧) هذا كلام ابن مالك في شرح الكافية الشافية (٢/ ١١١١). وقد نقله ناظر الجيش بنصه من الشرح المذكور حتى قوله: انتهى، وإذا تقرر ... إلخ.