للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

إليه ضاربه وهو عائد على زيد، والهاء عائدة على عمرو، وهما فاعل مسند إليه ضاربهما، وهو عائد على الزيدان. والمضاف إليه عائد على العمران. وأفرد ضارب المسند إليه المثنى؛ لأنه واقع موقع فعل مجرد مسند إلى فاعل بارز، فالإبراز في مثل هذا مجمع عليه لكون المعنى ملتبسا بدونه.

فلو كان المراد صدور الضرب من المبتدأ الثاني ووقوعه على الأول - لاستكن الضمير بإجماع لعدم الحاجة إلى إبرازه، ومثال الإبراز المجمع عليه قول الشاعر:

٦١٠ - لكلّ إلفين بين بعد وصلهما ... والفرقدان حجاه مقتفيه هما (١)

والتزم البصريون الإبراز مع أمن اللبس عند جريان رافع الضمير على غير صاحب معناه؛ ليجري الباب على سنن واحد، وخالفهم الكوفيون فلم يلتزموا الإبراز عند أمن اللبس، وبقولهم أقول (٢)؛ لورود ذلك في كلام العرب كقول الشاعر:

٦١١ - قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت ... بكنه ذلك عدنان وقحطان (٣)

فقومي مبتدأ، وذرا المجد: مبتدأ ثان، وبانوها خبر جار على ذرا المجد في اللفظ، وهو في المعنى لقومي، وقد استغنى باستكنان ضميره عن إبرازه لعدم اللبس. ومثله قول الشاعر أيضا: -


(١) البيت من بحر البسيط وهو في النصح والإرشاد لشاعر مجهول.
اللغة: الإلف: الصديق. البين: البعد. الفرقدان: نجمان يضيئان في السماء لا يفترقان. الحجا: حجا كل شيء ناصيته وجانبه وطرفه وهو بفتح الحاء. مقتفيه: من اقتفاه أي تبع أثره.
يقول: كل صديقين وحبيبين اجتمعا لا بد من افتراقهما حتى الفرقدان.
والشاهد فيه قوله: والفرقدان حجاه مقتفيه هما؛ حيث جرى مقتفيه على حجاه؛ وهو في المعنى للفرقدين، فوجب إبراز الضمير عند الجميع لخوف اللبس.
انظر البيت في: شرح التسهيل (١/ ٣٠٧) والتذييل والتكميل (٤/ ٢٣). وليس في معجم الشواهد.
(٢) المتكلم والموافق للكوفيين هو ابن مالك الذي ينقل عنه الشارح.
(٣) البيت من بحر البسيط ومع شهرته في هذا الباب فهو مجهول القائل.
والشاعر يمدح قومه ببلوغ الفضل والكرم، وقد شهد لهم بذلك العرب جميعا.
وشاهده قوله: قومي ذرا المجد بانوها، حيث جرى الوصف وهو بانوها على ذار المجد، وهو في المعنى لقومي؛ لأنهم البانون، ولم يبرز الضمير المستتر في بانوها لأمن اللبس، وهو شاهد للكوفيين وابن مالك على جواز استتار الضمير إذا جرى الوصف على غير من هو له وأمن اللبس.
والبيت في: شرح التسهيل (١/ ٣٠٨). والتذييل والتكميل (٤/ ٢١). ومعجم الشواهد (ص ٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>