له وقائع كثيرة، وبقى إلى أن حضر السلطان الملك المظفر قطز والتقى مع المغول فى عين جالوت، وكان قد حضر المصاف وشكر فيه هو وقومه، ولما تسلطن الملك الظاهر حبسه، فبقى فى الحبس إلى أن أطلقه الأشرف فى هذه السنة، وكان الساعى له عند السلطان الأمير برغشه، وكان قد حضر عند السلطان بتقدمة جليلة من الخيل وغيرها، فشفع فيه عند السلطان، وساعده الأمير بيدرا أيضا، وكان بينه وبين برغشه صحبة من أيام وصول يعقوبا إلى البلاد، ولما أطلقه السلطان أنعم عليه بألف دينار وكسوة وخيل، وكان رجلا طوالا وشكلا عجيبا جميلا.
وفيها: ركب السلطان ونزل إلى الميدان ولعب بالأكرة، فضرب الأكرة فوقعت على وجه بيدرا، فقطع حاجبه وجرى الدم وتشوش السلطان لأجله، فقصد أن يبطل لعبه، فحلف عليه بيدرا أن لا يبطل.
ونظم شرف الدين ابن الوحيد فى ذلك أبياتا منها قوله:
يا بدر دين الله يا مشبها … سميّه فى كل حسن بهر
مملوكك الجوكان تأثيره … فى وجه مولانا أتى واعتذر
وقال قصدى أن أرى وجهه … كوجه بدر التم فيه اثر
وفيها: كانت واقعة أهل الذمة وإسلام كثير منهم، وكانوا فى الدولة المنصورية فى غاية الذلة والإهانة خصوصا فى أيام الشجاعى الذى كان له حرمة عظيمة على العامة والكتاب وأرباب الأقلام حتى أنه كان أكبر من فيهم يكون راكب حمار وزناره فى وسطه، ولا يجسر يتحدث مع مسلم وهو راكب، ولا يمكن أن يرى عليه فرجية مصقولة ولا بيضاء إلا القليل منهم مع ذلة ومسكنة، فلما تغيرت الدولة وملك الأشرف وحدثت الأمور وانتشأت الخاصكية وكبرت