للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الراوى: أخبرنى شخص من جهتهم أن هذين الاثنين افترقا عن أخيهما (١) سلار فى وقعة أبلسّتين للملك الظاهر مع تداون، وبعد ذلك لم يكن أحد يعرف حال صاحبه ولا مكانه إلى أن أراد الله باجتماعهم فى هذه المدة.

ذكر بقيّة الحوادث فى هذه السّنة:

منها: أن الأمير سيف الدين سلار قدم من الحجاز فى رجب المحرم، وذكر عنه أنه أنفق فى هذه السفرة [ما (٢)] لم ينفق أحد من الأمراء مثله، ولما أراد أن يحج طلب مباشريه وقال لهم: جهزوا لى أشياء لأعمل خيرا ما سبقنى أحد إليه، واعملوا أضعاف ما عمله الأمير سيف الدين بكتمر أمير جندار لما حج، وقد ذكرنا ما فعله فيما مضى (٣)، وقال لهم أيضا: خذوا معكم شيئا كثيرا من الذهب والفضة، واحملوا من الغلال فى المراكب، فإن سلمت فيها ونعمت، وإلاّ يكون معنا شئ نعوّض عنها، فأوسقوا ثمانى مراكب ما بين غلّة ودقيق وسكر وغير ذلك، وجهّزوا المال فى صناديق صحبته.

وعند وصوله إلى مكة شرّفها الله جلس وسيّر أستاداره بدر الدين أبا غدّة وجماعة ممن يثق بهم إلى المجاورين بالحرم، واستعلم من كل منهم ما عليه من الدين وكم مؤنته فى السنة، وما يحتاج إليه، فداروا على الجميع وكتبوا أسماءهم وأسماء أصحاب الديون، فطلب الجميع وأوفى ما على المجاورين وغيرهم من الديون، ثم أعطى لكل واحد منهم مؤنة سنة، وفى ذلك الوقت وصل قاصده من جدّة


(١) «من أخيه» - فى الأصل، والتصحيح يتفق مع السياق.
(٢) [] إضافة يقتضيها السياق.
(٣) انظر ما سبق فى أحداث سنة، ٧٠ هـ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>