للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر فتح طرابلس]

توجّه السلطان إليها، ونزل عليها، وجاءت الأمداد من جميع البلاد، وجدّوا فى الحصار.

وقال ابن كثير: نزل السلطان على طرابلس وصحبته خلق كثير من المتطوعة، منهم قاضى الحنابلة نجم الدين بن الشيخ، وخلق من المقادسة وغيرهم، فنازلها يوم الجمعة مستهل ربيع الأول وحاصرها بالمجانيق (١) حصارا شديدا، وضايقها مضايقة عظيمة ونصب عليها تسعة عشر منجنيقا، فلما كان يوم الثلاثاء رابع جمادى الآخرة (٢) فتحت [٧٢١] طرابلس فى الساعة الرابعة من النهار عنوة، وشمل القتل والأسر جميع من فيها، وغرق كثير منهم فى الميناء (٣)، ونهبت الأموال، وسبيت النساء والأطفال، وأخذت (٤) الذخائر والحواصل، وقد كانت (٥) طرابلس فى أيدى الفرنج من سنة ثلاث وخمسمائة (٦) إلى هذا التاريخ، وقد كان الملك صنجيل حاصرها سبع سنين حتى ظفر بها كما ذكرنا، وكانت قبل ذلك بأيدى المسلمين من زمن


(١) «بالمناجيق» فى الأصل، وهو تحريف، والتصحيح من البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٣١٣.
(٢) «يوم الثلاثاء تاسع عشر ربيع الآخر» - الجوهر الثمين ص ٣٠١.
وانظر ما يلى من التاريخ الذى حدده النويرى والمقريزى وهو «الثلاثاء رابع ربيع الآخر». وطبقا لما جاء فى التوفيقات الإلهامية فإن أيا من التواريخ المذكورة لا يوافق يوم ثلاثاء.
(٣) «وغرق كثير من أهل الميناء» - البداية والنهاية.
(٤) «وأخذ» فى الأصل.
(٥) «كان» فى الأصل.
(٦) استولى الصليبيون على طرابلس فى ١١ ذى الحجة سنة ٥٠٣ هـ‍/ ١٢ بوليو ١١٠٩ م - المختصر ج‍ ٤ ص ٢٣ الكامل ج‍ ١٠ ص ٤٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>