للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التشريف ورجع فَمَّد السماط، وكان قد احتفل لأ [جل] (١) التشريف ولأجل رسل التتار، فلما أكلوا رَسم للرُّسُل بالانصراف، وأحاطت الأمراء بكراي المذكور، وأخرجوا له المرسوم بالقبض عليه، فأجاب بالسمع والطاعة، وقلع شاش التشريف وضرب به الأرض، وقُيد من وقته، وحُمل إلى الكرك، فاعتقل بها (٢).

وقال ابن كثير أيضًا إن كراي لما تولى دمشق قرر على أهلها في أول الشهر الذي قدم فيه، وهو شهر المحرم من هذه السنة، ألفًا وخمسمائة فارس، لكل واحد خمسمائة درهم، فضُربت على الأملاك والأوقاف، فتألم الناس بسبب ذلك، وسعوا إلى الخطيب جلال الدين، فسعى إلى القاضي، فاجتمع الناس [بكرة] (٣) الاثنين ثالث عشر المحرم، واختلفوا في الاجتماع، وأخرجوا معهم المصحف العثماني والأثر النبوي والسناجق الخليفتية، ووقفوا في الموكب، فلما رآهم النائب تغيظ عليهم، وشتم القاضي والخطيب، وضرب مجد الدين التونسي، ورَسَّم عليهم، ثم أطلقهم بضمان وكفالة، فتألم الناس لذلك كثيرًا، فلم يمهله الله إلا عشرة أيام وجاءه الأمير فُجَاءةً، فقيد وعُزل وحُبس، ففرح الناس لذلك فرحًا شديدًا (٤).

ذكر قضية الأمير قراسنقر المنصوري نائب حلب وتوجهه إلى الحجاز، ثم توجهه إلى خَرَبندا ملك التتار

قال ابن كثير: وفيها أرسل شمس الدين قراسنقر المنصوري نائب [حلب] (٥) يسأل الإذن من السلطان في التوجه إلى الحجاز، فأذن له، وأنعم عليه بألفي دينار عينًا، وفوضت نيابة حلب في غيبته للأمير شهاب الدين قرطاي الحاجب، وخرج قراسنقر


(١) إضافة لاستكمال الكلمة، ينظر ما يلي.
(٢) لم يرد هذا النص في المطبوع من البداية والنهاية، يقارن بما سبق في الفقرة الأولى.
(٣) بكر: في الأصل، والتصويب من البداية والنهاية ١٨/ ١١١.
(٤) البداية والنهاية ١٨/ ١١١ - ١١٢.
(٥) إضافة لاستكمال النص، وينظر البداية والنهاية ١٨/ ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>