للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر سلطنة أيبك التركمانى]

ولما جرى ما ذكرنا من عصيان الملك المغيث بالكرك واستيلائه عليها وعلى الشوبك، واستيلاء الملك الناصر صاحب حلب على دمشق، ووقوع الاضطراب فى مصر، اجتمعت البحرية والأتراك وأجالوا الرأى بينهم، وقالوا: إنه لا يمكننا حفظ البلاد وأمر الملك إلى امرأة، وقد ورد فى الحديث: «كيف يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».

وقالوا: لابدّ من إقامة شخص كبير تجتمع الكلمة عليه ويشار فى الملك إليه فاتفق رأيهم [٣٢٠] على أن يفوض أمر الملك إلى الأمير عز الدين أيبك الجاشنكير التركمانى الصالحىّ مقدّم العساكر، فقاموا إليه وسألوه أن يولّى عليهم ليقوم بسياسة الملك، فأجابهم على ذلك (١)، وولوه، وعقدوا له، ولقبوه بالملك المعز، وركب بالسناجق السلطانية يوم السبت آخر ربيع الآخر من هذه السنة، وحملت الأمراء الغاشية فى خدمته على العادة.

وهو أوّل ملوك الترك، وأبطلت السكة والخطبة التى كانت باسم شجر الدر فى ثانى يوم تمليكه، وكانت مدة سلطنتها ثلاثة أشهر لأنهم كانوا عقدوا لها بالسلطنة فى آخر المحرم، ثم خلعوها من السلطنة فى آخر ربيع الآخر.


(١) «وتزوج الأمير عز الدين أيبك بشجر الدر، فى تاسع عشرى شهر ربيع الآخر، وخلعت شجر الدر نفسها من مملكة مصر، ونزلت له عن الملك» - فى السلوك ج‍ ١ ص ٣٦٨ - وقارن ذلك بما يلى فى أحداث سنة ٦٤٩ هـ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>