للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجيزة إلى الرمل آخذا إلى تحت الهرمين (١)، فذهب المذكور إليه وشرع فيه واجتهد إلى أن أتقنه، وكان مغرمه أيضًا من الأمراء والأجداد.

وفي بعض التواريخ (٢): أن الأمير جمال الدين أقوش الرومي المذكور لما تولى عمارة الجسر من دمياط إلى القاهرة رسم لسائر الولاة بجمع الرجال والأبقار، وكتب الأمراءُ أيضًا إلى المشدّين في بلادهم وإلى استاداريتهم بإخراج الرجال والأبقار وأن أحدًا لا يحتمى، وتوجه الأمير جمال الدين أقوش إلى فارسكور وطلب المهندسين واستهم في العمل، ورتب ثلاثمائة جرّافة وثلاثين ألف رجل، وأقام حرمة عظيمة حتى قيل أنه دفن جماعة من مشايخ العربان بالحياة في التراب، ففرغ عن العمل بهذا الاجتهاد فيما دون الشهر، ومد الجسر من باب دمياط إلى قليوب، وعرضه كان [من] (٣) فوق أربع قصبات ومن أسفل ست قصبات (٤)، ولو كان غير أقوش المذكور لما فرغ هذا العمل في نصف سنة، ولكن هذا كان ناهضًا شاطرًا، صاحب كفاية في أشغال يتولاها، ولكن كان ظالمًا سفاكًا للدماء.

[ذكر تجريدة مصر]

وفي هذه السنة: وصلت الأخبار إلى الأبواب الشريفة بحركة التتار، فأمر السلطان بتجهيز جماعة من العساكر المنصورة للتجريد، وقصد في ذلك إظهار الصيت للقريب والبعيد على وجه الاحتياط والحزم، وإرهاف حَدّ الجدّ والعزم، وليُسمع في البلاد وعند الملوك أن عين السلطان في مملكته وأنه ليس [بغافل] (٥) عن أمر الملك، فعين من


(١) جسر آخر بطريق الإسكندرية: في السلوك ٢/ ٤٩.
(٢) ينظر السلوك ٢/ ٤٩.
(٣) إضافة يقتضيها السياق، ينظر ما ورد بالسلوك ٢/ ٤٩.
(٤) وعرضه من أعلاه أربع قصبات، ومن أسفله ست قصبات، يمشي عليه ستة فرسان صفًّا واحدًا: في السلوك ٢/ ٤٩.
(٥) بعاقل: في الأصل والتصويب يتفق مع السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>