للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطابق فعله قوله، ورفض الكفار الذين لا يحل له أن يتخذهم حوله، وأرسل إلينا رسولا من جهته يرتل آيات الصلح ترتيلا، ويروق جوابه وخطابه حتى يتلو كل أحد: {(يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)} (١). صارت حجتنا وحجته المركبة على من خالف ذلك، وكلمتنا وكلمته قامعة أهل الشرك فى سائر الممالك، ومظافرتنا له تكسب الكافرين هوانا، والمشاهد لتصافينا يتلو قوله تعالى: {(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً)} (٢).

وينتظم إن شاء الله شمل الصلح أحسن انتظام، ويحصل التمسك من الموادعة والمصافاة بعروة لا انفصال لها [٢٥٦] ولا انفصام، وتستقر قواعد الصلح على ما يرضى الله ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام (٣).

قال صاحب النزهة: وختم الكتاب وأرسل على يد الرسل الذين ذكرناهم من جهة السلطان صحبة الرسل الواردين من جهة قازان فى العشرين من المحرم من هذه السنة.

ذكر ما جرى للأمير حسام الدّين المجيرى مع قازان:

قال القاضى جمال الدين بن الكرم فى تاريخه (٤): قال المجيرى لما حضرت بين


(١) جزء من الآية رقم ٢٧ من سورة الفرقان رقم ٢٥.
(٢) جزء من الآية رقم ١٠٣ من سورة آل عمران رقم ٣.
(٣) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٢٦ أ - ٢٣٠ أ.
(٤) انظر أيضا ما أورده ابن أيبك فى كتابه كنز الدرر حيث يقول: «كان الأمير حسام الدين أزدمر بينه وبين الوالد - سقى الله عهدهما - صحبة أكيدة وخشداشية من قديم الزمان، فلما عاد بعد طول مدة إقامته عند التتار، حتى هلك غازان، وتملك خدابنده - حسبما -

<<  <  ج: ص:  >  >>