للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت فى هذه الكّرة عليهم الكسرة، ولم تغن عنهم الكثرة، فأنزل الله على المسلمين نصره، ورسم السلطان بأن تضرم النار فى الأزوار (١) [٦٧٧] التى على الفرات، فملت أكثر من اختفى فيها حرقا، وأما درب سلمية فإن فرقة منهم فيه سلكوا فهلكوا، وكان على الرحبة طائفة مع أبغا يحاصرها، فلما وصلتها البطائق، وضربت البشائر، أخذت التتار الصيحة، فولوا هاربين، وولى أبغا هاربا، وسار نحو بغداد طالبا، خوفا أن يأخذه أهل البلاد، يتحطفه أهل الحواضر والبواد.

وجهّز السلطان العسكر الحلبى إلى حلب، والحموىّ إلى حماة، وجرّد الأمير بدر الدين الأيدمرىّ لتمهيد البلاد وترتيبها، وعاد الأمير شمس الدين سنقر الأشقر إلى صهيون، وأما الأمير سيف الدين أيتمش السعدىّ، وعلم الدين الدوادارى، وكراى التترى وولده، وتماجى وجماعة من الأمراء الذين كانوا عنده، فإنهم رغبوا فى العود إلى الخدمة الشريفة فعادوا إليه. (٢).

ذكر عود السّلطان إلى دمشق:

ولما فرغ السلطان، وصفا باله، واستقام حاله، عاد إلى دمشق، والأسرى تساق قدامه فى الكبول، وقد حمل ما نهب لهم من القسىّ والسناجق والطبول، وكان دخوله دمشق يوم الجمعة الثانى والعشرين من رجب من هذه السنة، فدخلها


(١) الأزوار - الأزيار: جمع زارة، وهى الأرض ذات الماء والحلفاء والقصب - لسان العرب.
(٢) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١١٦ أ - ١١٧ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>