للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرسل الشيخ نصر إلى بيبرس الجاشنكير أن يتحدث فيه ليعفى من المباشرة، ففعل ذلك واستمر عليه إلى أن وقفت الأمراء لبيبرس وحسنوا له أن يطلب الأمير عز الدين أيبك البغدادى من نيابة الإسكندرية ويتولى الوزارة بالديار المصرية، عوضا عن شمس الدين سنقر المذكور، وأجمع بيبرس مع الأمير سلاّر على ذلك وولوا أيبك المذكور الوزارة، ثم اتفق رأيهم أن يكون شمس الدين سنقر كاشف القلاع الشامية بأسرها، فينظر فيها ويصلح أمورها ويرتب الرجال وما تحتاج إليه من سائر الأصناف، فخلع عليه بذلك (١).

وفيها: أعرس السلطان على بنت الأمير كرتيه (٢)، وكانت تعرف بالأشرفية، فكانت زوجة أخيه الملك الأشرف، فعمل على ذلك مهما عظيما، وخلع على سائر الأمراء وأرباب الوظائف بخلع سنية.

[ذكر ما جرى فى بلاد الشمال]

قد ذكرنا فى العام الماضى ما وقع بين ولدى نوغيه، وهما جكا وتكا (٣)، وأن جكا استقر موضع أبيه، وكان عند استيلائه على المملكة قد أقام له نائبا يسمى طنغر من أكابر الأمراء، فلما أقدم على قتل أخيه تكا نفرعنه واتفق مع طاز بن منجك - وهو صهر نوغيه زوج ابنته طغلجا - على التوجه للإغارة على بلاد أولاق والروس، فسارا بمضافيهما، ولما خلا أحدهما بالآخر تحادثا وتفاوضا فى أمر جكا وجرأته وسوء سيرته وقالا: إذا كان هذا لم يبق على أخيه، [٢٤٧]


(١) أعاد العينى ذكر هذا الخبر فى أحداث سنة ٧٠١ هـ‍ - انظر ما يلى ص ١٨٩.
(٢) «خوندا أردكين بنت نوكاى» فى السلوك ج‍ ١ ص ٩١٧.
(٣) انظر ما سبق ص ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>