للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر ما جريّات الملك الظاهر العجيبة:

منها: أنه ركب فى جمادى الأولى (١) بعساكره، والأمراء (٢) الأكابر بالديار المصريّة، وتوجه إلى الشام، ونزل أرسوف لكثرة مراعيها.

ولما دخل دمشق اتفق مجئ رسل [٥٤٨] أبغا ملك التتار، معهم مكاتبات ومشافهات، ومعهم التكفور (٣) صاحب سيس، فإنه كان قد سعى فى الصلح بين السلطان وبين هلاون، فسيّر أبغا هؤلاء الرسل وصحبتهم يرليغ (٤) وبايزة (٥) ذهب، فأرسل السلطان ناصر الدين [بن] (٦) صيرم مشدّ حلب لإحضارهم، ولما التقى السلطان أعفاهم من النزول، ثم أحضر كبيرهم كتابا بغير ختم، نسخته:

بقوّة الله تعالى، باقبال قان فرمان أبغا، يعلم السلطان ركن الدين أنه لأجل أن عرض على رأينا، كتب إلى عند التكفور أن الرسل الذين أنفذهم إيلخان


(١) «فى ثانى عشر جمادى الآخرة» - فى الروض الزاهر ص ٣٣٩، السلوك ج‍ ١ ص ٥٧٣.
(٢) «ونزل والأمراء» فى الأصل، ويبدو أنه سبق نظر من الناسخ.
(٣) هو هيتوم بن قنسطنطين بن باساك - السلوك ج‍ ١ ص ٥٥١، وانظر ما يلى فى وفيات سنة ٦٦٩ هـ‍.
(٤) بوليغ: كلمة مغولية بمعنى حكم أو قرار أو أمر، ثم استعملت بمعنى أمر أو تفويض صادر من السلطان مباشرة إلى الأشخاص الممتازين، ويقول القلقشندى أن «اليراليغ هى مراسيم» - جامع التواريخ المجلد الثانى ج‍ ١ ص ٢٤٧ هامش (٢)، صبح الأعشى ج‍ ٤ ص ٤٢٣.
(٥) البايزة: لوحة من الذهب أو الفضة، وفى بعض الأحيان من الخشب، وذلك على حسب رتب الأشخاص، وينقش على وجهها اسم الله واسم السلطان وعلامة خاصة، وتهدى إلى الأشخاص الذين يتمتعون بثقه المغول، كما أنها تتضمن أمر الملك إلى سفرائه، ويتمتع حاملها بامتيازات خاصة فله الطاعة على كل من فى الدولة المغولية - جامع التواريخ - المجلد الثانى ج‍ ١ ص ٢٤٧ هامش (١).
(٦) [بن] إضافة من الروض الزاهر ص ٣٣٩، السلوك ج‍ ١ ص ٥٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>