للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحنك من الوجه ووقع إلى الأرض، واجتمعت عليه الخيل، فبقى طريحا، فجاء أمير سلاح ووقف عليه وأمر بأن يشال على قبر عال، ويحمل إلى تربته.

قال صاحب النزهة: فرأيته وقد سلب جميع ما كان عليه، ولم يجدوا شيئا يحمل عليه غير مزبلة من مزابل الحمامات، (١) فوضع على بهيمة، ودارت به الناس إلى أن أو صلوه إلى تربته التى عمرها بجوار اصطبله ومدرسته.

ذكر مقتل كرجى (٢):

لما قتل طقجى وانهزمت المماليك الذين نزلوا صحبته كانت طائفة منهم هربت نحو القلعة، وأخبروا كرجى بأن العسكر جميعهم اجتمعوا على طقجى وهم فى قتال معه، ولم يعرفوا أنه قتل أو بالحياة، فنهض كرجى من وقته وطلب سائر المماليك السلطانية الذين فى القلعة، وفتح الزردخاناه (٣) وأخرج منها العدد وآلات الحرب وفرقها، وأمر بشدّ الخيل من اصطبل السلطان، ونزل فى خمسمائة مملوك، ووقف تحت الطبلخاناه على أنه منتظر خبرا ثانيا، ثم ترادفت المماليك المنهزمة والذين حضروا مقتل طقجى، وعرفوا كرجى أنه قتل، وأن العسكر جميعهم قاصدون إليك، فوجد لذلك أمرا عظيما [١٧٥] وقوى نفسه على ملاقاتهم بمن معه، ثم نظر إلى من معه، فرأى منهم من يناجز إلى ورائه، ومنهم من


(١) «وشالوه من هناك بعد ذلك فى مزبلة حمار» - كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٣٨٢.
(٢) هو كرجى بن عبد الله، الأمير سيف الدين، مقدم المماليك البرجية.
وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، البداية والنهاية ج‍ ١٤ ص ٣، السلوك ج‍ ١ ص ٨٦٨ ٨٦٩، شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٤٤٠.
(٣) «الزردخاه» فى الأصل، والتصحيح من السلوك ج‍ ١ ص ٨٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>