للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبيعون من وقع لهم إلى الفرنج بحصن عكار؛ فأمر العسكر بنهبهم، فنهبوا، وقتل كبارهم، وسبى نساؤهم وصغارهم.

قال أبو شامة: وفى رابع ذى الحجة من سنة أربع وستين وستمائة، أوقع السلطان الظاهر بأهل قارا النصارى، فقتل وسبى وغنم، وكانوا كما شاع عنهم يأخذون من قدروا عليه من المسلمين، ويصبحون بهم إلى بلاد الفرنج، وكان بعض الأسارى الذين خلصوا من قلعة صفد أخبروا أن سبب وقوعهم فى الأسر أهل قارا، ففعل السلطان بهم ذلك.

ذكر توجّه السلطان إلى مصر:

ولما فرغ شغله فى دمشق خرج منها، وفارق العسكر على الدرب، وتوجه جريدة إلى الكرك، وعاد منها إلى الديار المصرية، فتقنطر عن فرسه قريبا من زيزا فأقام هناك أياما، وركب محفة فى الطريق بسبب ألم تألم فى وركه، ولما وصل إلى مسجد التبر، الذى تقوله العامة مسجد تبن، لم يرد أن يدخل إلى القاهرة على تلك الحال، فأقام ليالى إلى أن صح وركه، وزال وعكه، وطلع القلعة ممتطيا صهوة جواده، مكمدا [٥٢٩] قلوب حسّاده، ففك عن ليفون ابن صاحب سيس قيده وأحسن إليه، وأخذه صحبته وتوجه لرمى البندق ببركة الجب، وكتب له موادعة على بلاده.

وقال ابن كثير رحمه الله: وطلب صاحب سيس أن يفادى ولده من السلطان فقال: لا نفاديه إلا بأسير لنا عند التتار (١) يقال له: سنقر الأشقر، فذهب


(١) «النصارى» فى الأصل، والتصحيح من البداية والنهاية، ومما يلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>