للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويلهمك الاعتضاد بشيعته والأستنان بسنته حتى تصبح لتمسّكنا بذلك متمسّكا، ويجعل الرعيّة بك فى أمن وأمان وعدل وإحسان حتى لا تخشى سوءا ولا تخاف دركا (١).

وقرئ هذا التقليد فى الإيوان الكاملىّ بالقلعة، وأفيضت الخلع على الأمراء والمقدّمين والوزراء والمتعمّمين، وانقضى المجلس من قراءته والناس قد عجلوا بالدعاء الصالح للمنصور والصالح.

ذكر توجّه السّلطان إلى الشّام وعوده من غزّة:

ولما فرغ السلطان من هذا المهمّ أزمع التوجه من الديار المصريّة إلى البلاد الشامية، فخرج وصحبته العساكر الإسلامية قاصدا الشام لحماية الإسلام، ووصل إلى غزة فخيّم ظاهرها، وكان التتار قد وصلوا إلى عينتاب وبغراس والدر بساك، وتقدّموا إلى حلب، فوجدوها خالية من العسكر، وقد أجفل أهلها منها، فأحرقوا الجوامع والمساجد والدور والمنازل، وعاثوا وأفسدوا، وذلك فى العشر الأوسط من جمادى الآخرة من هذه السنة، فلما بلغهم وصول السلطان تفرقوا إلى مشاتيهم، فعاد السلطان إلى الديار المصريّة لاستحقاق ربيع الخيول وأمنه على الشام بانسداد الطرقات إليه بالثلوج والسّيول (٢).


(١) انظر زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ١٠٥ ب - ١٠٨ أ.
وانظر نص التقليد أيضا فى كل من تاريخ ابن الفرات ج‍ ٧ ص ١٨٧ - ١٩٠، صبح الأعشى ج‍ ١ ص ١٧٣ - ١٧٧ حيث يوجد اختلاف فى بعض الألفاظ.
(٢) انظر زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١٠٨ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>