للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونسوانهم وغلمانهم وأتباعهم وأشياعهم، واستصفيت أموالهم وذخائرهم وشونهم، واستتر من تأخرّ منهم، واختفى من انقطع من الأتباع عنهم، ونودى عليهم فى الأسواق والشوارع والطرقات والقوارع بتهديد من يأوى منهم أحد عنده، وتمكن الملك المعزّ من المملكة، وارتجع ثغر الإسكندرية (١) إلى الخاصّة السلطانية، وأبطل ما قررّه من الجبايات ووزّعه من الجنايات، وأعفى الرعية من المطالبات والمصادرات.

ذكر وصول البحرية إلى الشّام:

ولما وصلت البحريّة المذكورون الهاربون من مصر إلى الملك الناصر يوسف صاحب الشام أطمعوه فى ملك مصر، فرحل من دمشق بعسكره ونزل غمتا من الغور، فأرسل إلى غزّة عسكرا فنزلوا بها، وكذلك برز المعزّ أيبك صاحب مصر إلى العبّاسة، وخرجت السنة وهم على ذلك.

وفى تاريخ النويرىّ: ولما قتل أقطاى تفرقت أصحابه وانعزل منهم جماعة، تقدير اثنى عشر نفرا، وخرجوا هاربين خوفا من المعزّ، فوقعوا فى التّيه، فذكروا أنهم أقاموا فيه خمسة أيام حائرين؛ ثم نفذ زادهم وماؤهم فى اليوم السادس، ولاح لهم سواد على بعد، فقصدوه، فإذا هو مدينة عظيمة ذات أسوار وأبواب حصينة كلها من الرخام الأخضر، فدخلوها، فوجدوا الرمل ينبع من أرضها كنبع الماء، فطافوا بأسواقها ودورها، فلم يجدوا بها ما يأخذون، لأن جميع


(١) كان الملك المعز أيبك قد أقطع الفارس أقطاى ثغر الإسكندرية سنة ٦٥٠ هـ‍/ ١٢٥٢ م - انظر السلوك ج‍ ١ ص ٣٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>