للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرسل إلى ابن أبى علىّ (١) نائب القاهرة بأمره بالقدوم عليه، واستناب بالقاهرة الأمير جمال الدين أقوش النجمى، وأعرض عن مماليك والده، وأهمل جانبهم، وهم الذين أبلوا فى غزو الفرنج بلاء حسنا، فوجدوا فى نفوسهم لما بلغهم عنه من التهديد والوعيد، فاجتمعوا على إعدامه؛ وتعجيل حمامه.

[ذكر قتل الملك المعظم توران شاه]

[والكلام فيه على أنواع]

[الأول فى ترجمته]

وهو السلطان الملك المعظم [٣١٤] تورانشاه بن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن السلطان الملك الكامل محمد بن السلطان الملك العادل أبى بكر بن الأمير نجم الدين أيوب، كان أبوه ولاه حصن كيفا فى الشرق، ثم كان يستدعيه فلا يجيبه، فلذلك كان يكرهه، ولأجل خفة فيه أيضا وخلاعة وهوج، فلذلك لم يوص إليه بالملك؛ مع أنه لم يخلف ولدا غيره، لأن ولده الواحد مات بدمشق، وولده المغيث توفى معتقلا بها كما ذكرناه (٢)، وولده خليل المولود من شجر الدرّ، لم يلبث إلا قليلا ومات طفلا (٣).

قال السبط: وحكى لى الأمير حسام الدين بن أبى علىّ قال: كنا نقول للملك الصالح أيوب: ما ترسل إلى ولدك توران شاه وتحضره إلى ها هنا. فيقول:

دعونا من هذا، فلحينا عليه يوما فقال: أجيبه إلى ها هنا أقتله (٤).


(١) هو الحسن بن محمد، الأمير حسام الدين الهذبانى، توفى سنة ٦٥٨ هـ‍/ ١٢٦٠ م - شذرات الذهب ج‍ ١ ص ٢٩٦.
(٢) انظر أحداث سنة ٦٤٢ هـ‍.
(٣) السلوك ج‍ ١ ص ٣٤٢.
(٤) انظر النجوم الزاهرة ج‍ ٦ ص ٣٢٨، فوات الوفيات ج‍ ١ ص ٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>