للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن نعاد إليهم الغلات التى كانوا [٥٤٤] قد احتاطوا عليها فى زمن القسم والثمار، وكان هذا مما شغب خواطر الناس على السلطان، سامحه الله.

[ذكر وقوع الصلح بين السلطان وبين صاحب سيس]

وفى شوال من هذه السّنة وقع الصلح بين السلطان وهو فى دمشق وبين هيثوم صاحب سيس، على أنه إذا أحضر هيثوم سنقر الأشقر من التتار، وكانوا قد أخذوه من قلعة حلب لما ملكها هلاون كما ذكرنا، ويسلّم مع ذلك بهسنى ودر بساك ومرزبان ورعبان وشيح الحديد يطلق له ابنه ليفون، فدخل صاحب السيس على ملك التتار أبغا وطلب منه سنقر الأشقر فأعطاه إياه، ووصل سنقر الأشقر إلى خدمة السلطان، وتسلم السلطان المواضع المذكورة خلا بهسنى، وأطلق السلطان ابن صاحب سيس ليفون بن هيثوم وتوجّه إلى والده (١).

وقال بيبرس فى تاريخه: ولما تقرّر الصلح بين الظاهر وبين صاحب سيس على ما ذكرنا أرسل السلطان بجكا الرومى لإحضار ليغون بن صاحب سيس من الديار المصريّة؛ فتوجّه من أنطاكية وأحضره، وعاد إلى دمشق فى ثلاثة عشر يوما، فأرسله السلطان إلى والده فى ثالث عشر (٢) شوال منها، وكان صاحب سيس قد سيّر إلى السلطان أخاه فاساك فى هذا الأمر، وسيّر ريمون صهر ولده رهينة إلى أن يسلّم إليه القلاع المذكورة ويحضر بسنقر الأشقر إلى الخدمة الشريفة.


(١) انظر المختصر ج‍ ٤ ص ٥.
(٢) «فى حادى عشرة» فى السلوك ج‍ ١ ص ٥٧٠، والروض الزاهر ص ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>