للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر توجّه الملك الناصر صاحب حلب من دمشق قاصدا الديار المصرية:

وفيها: سار الملك الناصر المذكور بعساكره من دمشق وصحبته، من ملوك أهل بيته، الصالح إسماعيل (١) بن العادل بن أيوب، وهو خال أبيه، والأشرف موسى (٢) صاحب حمص، كان وهو يومئذ صاحب تلّ باشر والرحبة وتدمر، والملك المعظم فخر الدين تورانشاه (٣) بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ومقدم جيشه الأمير شمس الدين لؤلؤ وإليه تدبير المملكة.

وفى المرآة: وكان سير الملك الناصر قاصدا الديار المصرية بإشارة شمس الدين لؤلؤ المذكور، فإنه لحّ فى القضيّة لحاحا كان سببا لحضور المنيّة، وكان يستهزئ بالعساكر المصرية ويقول: آخذها بمائتى [٣٢٣] قناع (٤).

وكان رحيلهم من دمشق يوم الأحد منتصف رمضان من هذه السنة، ولما وصلت الأخبار بذلك إلى الديار المصرية انزعج الملك المعز أيبك التركمانى ومن معه من البحرية والترك لذلك، وأجمعوا على لقاء الملك الناصر ومحاربته ودفعه عن الديار المصريّة، وقبضوا على جماعة من الأمراء اتهموهم بالميل إلى الناصر، وتجهزوا، وخرجوا من القاهرة فى شهر شوال، وبرزوا إلى السّانح، وتركوا السلطان الملك الأشرف موسى بقلعة الجبل، واستناب المعز بالديار المصرية


(١) توفى سنة ٦٤٨ هـ‍/ ١٢٥٠ م - المنهل ج‍ ٢ ص ٤٢٠ رقم ٤٤٨، وانظر ما يلى.
(٢) هو موسى بن إبراهيم بن شير كوه، توفى سنة ٦٦٢ هـ‍/ ١٢٦٣ م - المنهل، وانظر ما يلى.
(٣) هو تورانشاه بن يوسف بن أيوب، توفى سنة ٦٥٨ هـ‍/ ١٢٦٠ م - المنهل ج‍ ٤ ص ١٨٠ رقم ٨٠٣، وانظر ما يلى.
(٤) القناع: هو ما تتقنع به المرأة، والمقصود أنه يمكنه الاستيلاء على مصر بمائتى إمرأة.

<<  <  ج: ص:  >  >>