للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الراوي: فلما دخل برلغي ومعه مملوكه يحمل السرموجة، دارت عليه المماليك من خلفه، وقبضوا عليه قبضًا باليد، وساروا به إلى السلطان، فلما وصلوا به إليه، قال لهم: ودُّوه إلى الجب.

وكان السلطان قد أرسل أيضًا مائتي مملوك إلى بيت بتخاص وأمرهم بالقبض عليه.

ثم إن السلطان أرسل بكتمر الجوكندار إلى الكرك وحُبس فيها إلى أن مات (١).

[ذكر مسك نائب صفد]

وأرسل السلطان الأمير سنجر (٢) الجمقدار إلى صفد، ومعه كتب إلى الأمراء الذين بها، يقول فيها: إن امتنع قطلبك على المرسوم وخرج من بينكم راحت أرواحكم، وكان ذلك نهار الاثنين (٣)، فأخرج الجمقدار الكتب [وأعطاها] (٤) لقطلو بك بحضور الأمراء، فلما قرأها قال: السمع والطاعة لمولانا السلطان، أنا .. والله، لي سنة انتظر هذا اليوم، فعند ذلك أخرج الجمقدار قيدا وحَطَّه في رجلي قطلو بك (٥)، فلما رأت مماليكه ذلك نظر بعضهم إلى بعض، وقالوا: ما نُمَكن أَحدًا من أستاذنا، وهموا بالجمقدار، فصرخ عليهم قطلو بك وردهم عنه، وفي تلك الساعة ركب الجمقدار وأخذ معه قطلو بك وسار به إلى الكرك.

فكان وصول كراي نائب الشام، ودخول قطلو بك نائب صفد، وقطلقتمر نائب غزة إلى الكرك في يوم واحد، فسلموهم إلى نائب الكرك، فأنزلهم كلهم في الجب.


(١) كان آخر العهد به بتاريخ سنة ٧١١ هـ/ ١٣١١ م تقريبًا، ينظر المنهل الصافي ٣/ ٣٩٨ رقم ٦٨٠.
(٢) كان من المماليك المنصورية، وتنقل في الخدم، وتوفي سنة ٧٤٥ هـ/ ١٣٤٣ م، الدرر الكامنة ٢/ ٢٧٠ رقم ١٨٨٩.
(٣) يوم الجمعة الرابع والعشرين من جمادي الأولى: في تاريخ البرزالي ٤/ ٢٥.
(٤) وأعطاه: في الأصل.
(٥) بحضور الأمر: في الأصل، ومشطوب عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>