للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر دخول التتار بلاد الروم ثالث مرّة:

وفى هذه السنة، دخل بيجو مع التتار إلى بلاد الروم ثالث مرّة، وشنّ الغارات عليها، وسبى هو ومن معه من عساكر التتار وغنموا، فكانت هذه الغارة أعظم نكاية من الغارات المتقدّمة.

وحكى أن الباعث لبيجو عليها بيجار الرومىّ، وذلك أنه حصل يوما فى جملة الناس إلى دار السلطان علاء الدين كيقباذ (١) وقت بسط الخوان (٢)، فقصد الدخول إلى السلطان مع الأعيان، فضربه أحد البردداريّة (٣) بعصاة على رأسه ليمنعه عن الدخول، فأرمى (٤) طرطوره عن رأسه، فأغضبه ذلك، وقال: أنتم رميتم طرطورى على هذا الباب، فلابدّ أن أرمى عوضه رؤوسا كثيرة وعدّة طراطير، وخرج من فوره وتوجّه إلى بيجو مخامرا، وأطمعه فى بلاد [الروم (٥)] والإغارة عليها، وهذا بيجار لم يكن له بين العساكر الروميّة ذكر ولا مريّة، ولكن قال الشاعر:

لا تحقرنّ عدوّا رماك وإن … كان فى ساعديه قصر

فإن السيوف تحزّ الرقاب … وتعجز عما تنال الإبر

فلما آل أمر بلاد الروم إلى الفساد، عزم أولاد السلطان غياث الدين كيخسرو على توجّه أحدهم إلى منكوقان ببذل الطاعة وإلتماس الأمان والفرمان،


(١) «إلى باب السلطان غياث الدين» - نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٥٠.
(٢) «ليحضر السماط، ولم تكن له صورة بعسكر الروم» - نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٥٠.
(٣) البرددار: هو الذى يكون فى خدمة مباشرى الديوان، متحدثا على أعوانه والمتصرفين فيه - صبح الأعشى ج‍ ٥ ص ٤٦٨.
(٤) «فسقط» فى نهاية الأرب.
(٥) [] إضافة تنفق والسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>