للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر رحيل هلاون من حلب وإرساله جيشا إلى اخذ دمشق]

ثم رحل هلاون إلى حارم وطلب تسليمها، فامتنعوا أن يسلموها لغير فخر الدين والى قلعة حلب، فأحضره هلاون وسلموها إليه، فغضب هلاون من ذلك وأمر بهم فقتلوا عن آخرهم وسبى النساء.

ثم رحل هلاون بعد ذلك وعاد إلى الشرق، وأمر عماد الدين القزوينى بالرحيل إلى بغداد، فسار إليها، وجعل بحلب مكانه رجلا أعجميا، وأمر هلاون بخراب أسوار حلب، فأخرجت كما ذكرنا، وكذلك أمر بخراب أسوار حماة، فأخربت وأحرقت زرد خاناتها، وبيعت الكتب التى بدار السلطنة بقلعة حماة بأنجس الأثمان (١).

وقال النويرى: لم تخرب سور حماة لأنه كان بها رجل يقال له إبراهيم بن الإفرنجية ضامن الجهة المفردة، فبذل لخسرو شاه جملة كثيرة من المال، وقال:

الفرنج منا قريب بحصن الأكراد، ومتى خربت سور المدينة لا يقدر أهلها على المقام بها، فأخذ منه المال ولم يتعرض لخراب سور المدينة (٢).

وكان هلاون قد أمر الملك الأشرف صاحب حمص بخراب قلعة حمص أيضا فلم يخرب منها إلا شيئا قليلا لأنها مدينته.

وأما دمشق فإنهم لما ملكوا المدينة بالأمان لم يتعرضوا إلى قتل ونهب، وعصت عليهم قلعة دمشق، فحاصرها التتار، وجرى على أهل دمشق بسبب عصيان القلعة شدة عظيمة، وضايقوا القلعة، وأقاموا عليها المجانيق، ثم تسلموها


(١) انظر المختصر ج‍ ٣ ص ٢٠٣.
(٢) انظر نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>