للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالأمان فى منتصف جمادى الأولى من هذه السنة، ونهبوا جميع ما فيها، وجدوا فى خراب أسوار القلعة وإعدام ما فيها من الزردخانات والآلات، ثم توجهوا إلى بعلبك ونازلوا قلعتها (١).

وقال ابن كثير: أرسل هلاون قبل أن يرحل من حلب جيشا مع أمير من كبار دولته يقال له كتبغا نوين، فوردوا دمشق فى أواخر صفر، فأخذوها سريعا من غير ممانعة [٤٣١]، وتلقاهم أكابرها بالرحب والسعة، وقد كتب هلاون معهم فرمان أمان لأهل البلد، فقرئ بالميدان الأخضر، ونودى فى البلد بالأمان، فأمن الناس والقلعة ممتنعة، وفى أعاليها المجانيق منصوبة، والحال شديدة، فأحضرت التتار المجانيق على عجل، والخيول تجرها، وهم راكبون على الخيل، وأسلحتهم على الأبقار الكثيرة، فنصبوا المجانيق على القلعة من غربيها وهدموا غيطانا كثيرة وأخذوا أشجارها (٢)، وشرفاتها ورموا بها القلعة رميا متواليا كالمطر المتدارك، فهدموا كثيرا من أعاليها وشرفاتها وتداعت للسقوط، فأجابهم متوليها فى آخر ذلك النهار إلى المصالحة، ففتحوها وخربوا كل بدنة فيها وأعالى بروجها، وذلك فى المنتصف من جمادى الأولى من هذه السنة، وقتلوا المتولى بها بدر الدين بن قزل (٣)، ونقيبها كمال الدين (٤) بن الصيرفى الحلبى.


(١) انظر المختصر ج‍ ٣ ص ٢٠٣.
(٢) «وخربوا حيطانا كثيرة، وأخذوا حجارتها» فى البداية والنهاية ج‍ ١٢ ص ٢١٩.
(٣) «بدر الدين بن قراجا» فى البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢١٩، و «بدر الدين محمد بن قريجار» - فى ذيل مرآة الزمان ج‍ ١ ص ٣٥٤.
(٤) «جمال الدين» فى البداية والنهاية، وذيل مرآة الزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>