للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى كل سنة، وعاد السلطان من جهة حصن الأكراد، فدخل دمشق فى الثامن والعشرين من رجب.

ذكر عود السلطان إلى الديار المصريّة:

ولما دخل السلطان دمشق فى التاريخ المذكور بلغه أن الفرنج أخذت من ميناء (١) الإسكندرية مركبين، فخرج سريعا من دمشق إلى الديار المصريّة، وعبر فى طريقه على عسقلان، وعفّى آثارها، ورمى حجارتها فى مينائها (٢)، ثم وصل إلى مصر ودخل قلعته، ثم استفاضت الأخبار بقصد الفرنج بلاد الشام، وجهّز السلطان العساكر المنصورة لقتالهم، وهو مع ذلك مهتّم بمدينة الإسكندريّة، وقد حصّنها، وعمل جسورة إليهما إن دهمها العدوّ.

وقال بيبرس فى تاريخه: بلغ السلطان أن الفرنسيس، «هو» (٣) لويس بن لويس، والانكتار، وملك اسكوسنا، وملك نورك وهى بلاد السناقر، والبرشنونى واسمه ريدراكون (٤)، وغيرهم من ملوك الفرنج، اجتمعوا على صقليّة، وشرعوا فى تجهيز المراكب، ولم يعلم مقصدهم، فاهتمّ السلطان بالثغور والشوانى، وحفظ السواحل والموانى، وعمّر الجسور إلى دمياط، وأنشأ القناطر، وكان قصد الفرنج بلد تونس، فساروا إليها ونزلوا على المعلّقة، فاجتمع الموحدون والعربان


(١) «مينى» فى الأصل.
(٢) «ميناها» فى الأصل.
(٣) «و» فى الأصل، والتصحيح من الروض الزاهر ص ٣٧٠.
والمقصود لويس التاسع ملك فرنسا وحملته على تونس - انظر شمال أفريقيا والحركة الصليبية.
(٤) المقصود جيمس الأول ملك أراجون. Roi d'Aragon

<<  <  ج: ص:  >  >>