للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبكر، اعلموا وفقكم الله يا أنجاد الإسلام وحماته، ويا شجعانه وكماته، إن الله سهّل لكم نصرا عزيزا فانتهزوا فرصه، واجعلوا فى أيام هذا السلطان بشارة تقصّ على البلاد والعباد أحسن قصصه، واخلصوا النيات فى الجهاد، وتعاونوا على ميعاد الظفر بالوفاء، {(إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ ١)}، اللهم أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت بها علىّ وعلى والدىّ، وأجب اللهم دعائى فى المحسن للإسلام وإلىّ، وهو السلطان الملك الأشرف الذى سخّرت له تأثيرات الفلك، فاجعله اللهمّ مالكا حيث ما سلك، وامنحه بنصرك إياه تفتح عليه ممالك الأرض وأبوابها، واجعل دار الإسلام دار السّلام ومنابر الخلافة بها، وانصر اللهم جنده، وانجز له وعده، وارض عن والده السلطان الأجل الملك المنصور الذى جاهد فى الكفار جهده، وجعل الملائكة الكرام فى تأييده جنده، ثم دعى للسلطان وللمسلمين، ونزل وأمّ بالناس وصلّى.

ذكر القبض على الأمير حسام الدّين طرنطاى (٢):

لما استقر الملك الأشرف فى السلطنة، وقف الأمير حسام الدين بين يديه معتقدا أنه يعتمد عليه، ويفوض الأمور - كما كانت فى حياة والده - إليه، وكان فى خاطر السلطان منه أثرة عظيمة قديمة من زمن (٣) والده، وكان يتوهم فيه


(١) جزء من الآية ٩ من سورة آل عمران رقم ٣، جزء من الآية ٣١ من سورة الرعد رقم ١٣.
(٢) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، زبدة الفكرة - مخطوط ج‍ ٩ ورقة ٦٧ أ، الوافى ج‍ ١٦ ص ٤٢٩ رقم ٤٦٦، المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٣٨٦، تالى كتاب وفيات الأعيان ص ٩٤ رقم ٤٩، النجوم الزاهرة ج‍ ٧ ص ٣٨٣ - ٣٨٥، البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٣١٨، تذكرة النبيه ج‍ ١ ص ١٣٦.
(٣) «من زمان» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة - مخطوط ج‍ ٩ ورقة ١٦٧ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>