وطالع نائب الشام بسببه، فرسم بإقطاع له، وتولى عوضه فى الأمير آخورية علم الدين سنجر الصالحى.
وفيها: وصل كتاب نائب الشام يخبر بحضور القاضى علاء الدين بن القاضى شرف الدين بن القلانسى، وشرف الدين بن الأثير من عند قازان، وذلك أنهما كانا مع الوزير نجيب الدين وزير قازان، فإنه كان أخذهما رهينة إلى أن يحضر أخوه عبد اللطيف الذى كان معوقا عند السلطان، والمذكوران قد تحيلا بحيل كثيرة حتى تخلصا، واختفى ابن القلانسى بتبريز، وتحيل وبذل ما لا إلى أن منّ الله عليهما بالخلاص.
[ذكر تحرك طراى بن نوغيه لطلب ثأر أبيه وأخويه]
فشرع فى التحيل لإدراك مطلبه، فلحق بصراى بغابن منكوتمر، وقد ذكرنا (١) أن أخاه طقطا رتبه فى مقام نوغيه، فتوصل طراى إليه ولازمه، فلما آنس منه الميل إليه فاتحه فى أمر أخيه طقطا، وفاوضه فى أنه أحق منه بالمملكة وأقدر على تدبير السلطنة، فاستغواه فمال معه، وانصاع إلى خداعه، وركب فى تمانه وعبر على نهر إتل وهو جامد بفرسانه، وخطر بباله أن يستشير أخاه برلك ويستعينه، فنزل العسكر ناحية، وتوجه جريدة، فاجتمع ببرلك وشاوره فى أمره، فأظهر له الموافقة لهواه، ثم بادر لوقته بإعلام طقطا بما هم به صراى بغا أخوه وطراى بن نوغيه من الوثوب عليه، فركب طقطا لوقته فى خواصه وبطانته، وجهز إلى نحوهما من أحضرهما، فقتلا بين يديه [٢٦٧] وتفرق عسكرهما،