للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى جمال الدين نائب الكرك، إذا وصل إليك السلطان، إياك أن تمكنه من الطلوع إلى القلعة، وأيّ شيء يطلبه احمله إليه.

فلما سمع السلطان ذلك أطرق رأسه ساعة، ثم قال لأرغون: اكتب كتابًا مثله إلى نائب الكرك عن لسانهما، وقل: ساعة وقوفك على هذا الكتاب، انزل ولاق السلطان، ثم أطلعه إلى القلعة، وقف في خدمته بكل ممكن، وكل ما يطلبه احضره بين يديه، فكتب أرغون بذلك، وعَلَّم عليه السلطان علامة سلار وبيبرس، ثم ناوله [لألطنبغا] (١). وقال له: صنيعك [ما يضيع] (٢) عندى، وأمر له بألف دينار، فإذا بلَّغت كتابي ارجع إلى بيتك، فإن مكنني الله من الملك فسوف ترى ما أصنع معك إن شاء الله تعالى.

ثم سار إلى أن وصل إلى الكرك، واعلموا نائب الكرك بمجيئه فأحضره عنده، فلما رآه نائب الكرك عرفه وأجلسه إلى جانبه وأكرمه، فناوله الكتاب، فلما قرأه قال: السمع والطاعة، فأين فارقت مولانا السلطان؟ فقال: في الموضع الفلاني، فوصف موضعًا، فعند ذلك أمر نائب الكرك الأمير جمال الدين بتجهيز الإقامات والعلوفات وأخلى القلعة وما خَلّى فيها أحدًا، وفرش دار السلطان وأصلح شأنه، وأمّا السلطان فإنه أسرع في المسير خوفًا على أن يكون كتابًا آخر مع شخص آخر غير الطنبغا المذكور، فيسبقه إلى الكرك ويحصل لنا توقف الحال.

[ذكر وصول السلطان إلى الكرك وطلوعه قلعتها]

قال بيبرس: وصل السلطان إلى الكرك يوم الأحد عاشر (٣) شوال، فلما مر على جسر الممشى الذي على الخندق داخلًا إلى القلعة، ومماليكه ماشون في ركابه، انكسرت أخشاب الجسر من تحت أرجلهم، بعد أن تقدمت يدا فرس السلطان وصارتا على سفح


(١) لا طنبغا: في الأصل، والتصويب مما سبق.
(٢) ما بصنيع: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٣) ثامن: في كنز الدرر ٩/ ١٥٦، الرابع في تاريخ البرزالي ٣/ ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>