للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن نياتهم للأجناد كانت سيئة، فقاتلهم الله تعالى وأحوجهم إليهم، وكان سلار يسمع ذلك ويبكى ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقعنا والله فى ألسنة الناس، هم معذورون. قال: وبقيت أشاغله حتى لا يسمع ما يقولونه، وهو لا يريد إلا سماع كلامهم، فيسمع ويتوجع لهم.

ذكر تصدّيهم للنفقات على العسكر:

لما اجتمع الأمراء للمشاورة لأجل النفقة كان أول من تكلم فيها الأمير سلار والأمير بكتمر الجوكندار، وشرعوا فى طلب الخيل التى فى الدشار جميعها من البغال والأكاديش (١)، وكتب لسائر الأقاليم بطلب العربان المستجيزة، وأخذ الخيل من عرب الصعيد والولاة، وفى طلب السيوف والرماح وغير ذلك من آلات الحرب، وسفروا البريدية لذلك.

وتحسنت أسعار الدواب، فالفرس الذى كان يساوى ثلاثمائة درهم بيع بألف، كذلك الجمال والبغال والهجن، واشترت الأجناد الخيل حتى من الطواحين، كذلك تحسنت أسعار سائر أصناف السلاح، والقرقل الذى كان يساوى مائة درهم بيع بسبعمائة، والبركستوان التى كانت تساوى مائتى درهم بيعت بألف، والجوشن الذى كان بخمسين بيع بمائتين وثلاثمائة، والخوذة التى كانت تساوى خمسين بيعت بمائتين وثلاثمائة وما توجد إلا نادرا، وتحسن أسعار سائر أصناف آلات الحرب، وأمروا أن يضاف إلى كل واحد


(١) إكديش - أكاديش: هو البرذون - البراذين: من أصناف الخيل التى تطلب للصبر على السير وسرعة المشى - انظر صبح الأعشى ج‍ ٢ ص ١٤، الخيل ورياضتها ص ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>