خمسة آلاف درهم، فالآن تقول: تقدم للحرب، فأعرض عنه وتولى راجعا وهو يقول: لا بيّض الله لك وجها ولا لخشداشيتك. قال المملوك المخبر لهذا:
قصدت أن أرجع إليه أنا وبعض رفقتى فنقتله على إساءته الأدب على الأمير، فمنعنا الأمير وقال: خلّوه فإنه معذور والله لقد قلت للأمير سلار عدة مرات انظر فى حال الأجناد، فما قبل كلامى.
قال صاحب النزهة: ثم حكى سيف الدين الطشلافى خشداش سلار قال:
كنت مع سلار وخرجنا من المصاف وقد جرح فرسى وجرح لسلار فرسا تحته، ولما انهزمنا سقنا إلى أن وصلنا ديوسية فوق حمص فى الليل، وكان أمامنا جماعة من الجند يتحدثون وفيهم واحد يقول لرفيقه: كيف كان خروجك وإش جرى لك؟ فقال: والله كنت أنا وفلان وفلان وسمى جماعة دخلنا فى ضياع من ضياع حمص ووجدنا فيها جماعة يشترون شعيرا وكنا نحن ستة نفر، قد كنّا تحالفنا أن لا نحضر المصاف لأجل ما جرى علينا من أولئك الفعلة الترك بيبرس وسلار والبرجيّة، وذلك أنهم لا يذكرون الأجناد إلا بالسّبّ والشتيمة ويقولون:
والله ما هم إلا سخرة، ولقد كتبنا قصة فى غزّة وأعطيناها لهم وقلنا: إنا قد خرجنا بلا نفقة متكلين على نفقة السلطان، وما معنا شئ ننفق، وألحفنا فى الطلب، فكان جوابهم لنا: والله أنتم ما تنفقون شيئا سواء تأخذون النفقة أو لا تأخذونها، ما عندنا شئ نعطيكم حتى نصير فى دمشق، فلما حصلت النفقة فى دمشق ألزمنا أنفسنا أن لا نحضر المصاف لأجل ما حصل لنا من الغبن، وهؤلاء يأكلون مصر كلها وقد تقاسموها ونحن كل واحد ما يصل خبزه ألفى درهم، ومع هذا ضاقت أعينهم علينا، وهذا الذى جرى عليهم بسبب [٢١٩] الأجناد،