للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفر، فأمر هلاون برفع السيف، ونودى بالأمان، ولم يسلم من أهل حلب إلا من إلتجأ إلى دار شهاب الدين [بن (١)] عمرون، ودار نجم الدين أخى مردكين، ودار بازياد، ودار علم الدين قيصر الموصلى، والخانقاة التى فيها زين الدين الصوفى، وكنيسة اليهود، وكذلك أصحاب دور كانت فرمانات بأيديهم، قيل: إنه سلم بهذه الأماكن ما يزيد على [٤٢٥] خمسين ألف نفس، ونازل التتار القلعة وحاصروها، وبها الملك المعظم توران شاه نائب الغيبة ومن التجأ إليها من العسكر، واستمر الحصار (٢).

وقال بيبرس فى تاريخه: قتل من حلب خلق كثير لا يكاد يحصون (٣)، وسبى من النساء والذرارى زهاء مائة ألف نفس من الأشراف والأعيان، وبيعوا فى الجزائر الفرنجية والبلاد الأرمنية، وبقى السيف مبذولا، ودم الإسلام ممطولا، سبعة أيام وسبع ليال، ثم نودى برفع القتل والقتال (٤).

[ذكر مجئ أعيان أهل حماة إلى هلاون وهو على حلب]

وكان صاحب حماة قد توجه إلى دمشق، وتأخر بحماة الطواشى مرشد، ولما بلغ أهل حماة فتح حلب توجه الطواشى مرشد من حماة إلى الملك المنصور صاحب حماة بدمشق، وجاء كبراء حماة إلى حلب ومعهم مفاتيح حماة، وحملوها


(١) [] إضافة من المختصر ج‍ ٣ ص ٢٠١.
(٢) انظر نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٨٦ - ٣٨٨، وانظر أيضا المختصر ج‍ ٣ ص ٢٠٠ - ٢٠١.
(٣) «فقتل فيها خلق لا يكادون يحصون» فى زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٣٧ أ.
(٤) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٣٧ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>