للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورحل السلطان على الأثر قاصدًا الديار المصرية، فوصلنا إلى القلعة يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر رمضان واجتمعنا بالأمير سيف الدين سلار، ووجدنا الجاشنكير قد تجاوز موضع الميعاد، وأخذ بمن الاصعاد، وحمله الإجفال على الإبعاد، ولم يدعه الرعب يستقر به القرار، ولا تلقيه معه أرض ولا دار، فاقتضى الحال أن أرسلنا إليه الكتب الشريفة الواردة على أيدينا، وعُدْتُ أنا وسيف الدين بهادر آص إلى الخدمة السلطانية، فوجدنا الدهليز على منزلة السعيدية (١).

ذكر دخول الناصر القاهرة وجلوسه على تخت مُلْكه على عادته

قال بيبرس رحمه الله: ثم رحل السلطان إلى بركة الحجاج سلخ شهر رمضان، ونحن في خدمته، وعَيَّد على البركة (٢)، وخرج الأمير سيف الدين سلار إلى لقائه، وقبل الأرض بين يديه، فأقبل مولانا السلطان عليه، وبرز السلطان للصلاة في الدهليز المنصور، واجتمع الأمراء الأكابر والمقدمون وأعيان العساكر لصلاة العيد، فأُنشدت بين يديه القصائد، وكان مما أُنشد أبيات نظمها شمس الدين محمد بن على بن موسى الداعي المؤذن:

الملك عاد إلى حماه كما بدا … ومحمد بالنصر سَرَّ مُحمدًا

وإيابه (٣) كالسيف عَادَ (٤) لغِمدِه … ومعادُه كالورد عاوده الندى

الحق مرتجع إلى [أربابه] (٥) … من كَفّ غاصبه وإن طال المدى

ومنها:


(١) السعيدية: مركز من مراكز البريد على الطريق من بلبس إلى غزة، صبح الأعشى ١٤/ ٣٧٦.
(٢) ينظر التحفة الملوكية ٢٠٣.
(٣) وأتى به: في التحفة الملوكية ٢٠٣.
(٤) آب: في التحفة الملوكية ٢٠٣، كنز الدرر ٩/ ١٩٢.
(٥) أبوابه: في الأصل، والتصويب من التحفة الملوكية ٢٠٤، كنز الدرر ٩/ ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>