للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث فى السّنة السّابعة والثمانين بعد السّتمائة (*)

استهلت هذه السنة، والخليفة هو: الحاكم بأمر الله العباسىّ.

والسلطان الملك المنصور قلاون صاحب الديار المصريّة [٧١٥] والشامية والحلبيّة، وقد عزل الأمير علم الدين سنجر الشجاعىّ المنصورىّ عن الوزارة، وصادره، وأخذ أمواله، وكان أكثر حنقه عليه أنه بلغه عنه أنه قد أفحش فى المظالم، واستجلب الدعاء على دولته من العالم، وأن فى سجنه جماعة كثيرة عدتهم مئون، وقد مرت عليهم شهور وسنون، وقد صار موجودهم كله جعلا للرسل وبرطيلا للمقدّمين، فرسم لبهاء الدين بغدى الدوادار بأن يخرج إلى أماكن هؤلاء المصادرين، ويكشف أمرهم عن يقين، فخرج فى الليل إلى دار الفلوس التى هى مجمع الدواوين، فوجد فيها خلقا، فقاموا إليه مستصرخين، فأعلم السلطان بأمرهم، فأمر الأمير حسام الدين طرنطاى نائبه يعرضهم، وأمر [بإطلاق] (١) من يجب إطلاقه منهم، فعرضهم (٢) وأفرج عن جميعهم، وباء بأجرهم كما باء الشجاعىّ بإثمهم، ووجد سوء عاقبة ظلمهم، وكانت هذه النقمة الحالّة به بأدعيهم، فلله درّ القائل:


(*) يوافق أولها الجمعة ٦ فبراير ١٢٨٨ م.
(١) [] إضافة من زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١٦١ أ.
(٢) «فأعرضهم» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>