الخواتين وأكابر المغول، وصار قازان يكرر ويقول: هذا فعلوه فى شهر رمضان! وأين الإسلام مع هؤلاء القوم؟ وأخذ يتعجب من فعلهم فإنه كان قريب العهد بالإسلام، فعند ذلك طلب قازان من القضاة والعلماء بتبريز وعرفهم بما صنعوا من الفسق وشرب الخمر فى شهر رمضان، وسألهم أن يفتوه فى أمر قتالهم أو الغارة على بلاد الشام، فأجابوا بأن مثل هذا لا يثبت بكلام فرد شخص وخصوصا فى مثل ذلك، وربما يكون لهم جواب فى ذلك، فشرعوا فى البحث فى هذا الأمر إلى أن اتفق رأيهم أن يسيروا رسلا إلى صاحب مصر ويذكرون له ما وقع من هذا الأمر فى مثل هذا الشهر الشريف، وما ارتكبوه من المعاصى، وطيبوا خاطر صاحب ماردين ووعدوا له بنصرته والقيام فى حقه وردوه إلى بلده مكرما، ثم اتفق بعد ذلك دخول قفجق نائب الشام بمن معه من الأمراء إلى بلادهم، ولما اجتمعوا بقازان حرضوه على العبور إلى بلاد الشام، وكان عنده عزم من ذلك فقوى عزمه على ذلك، وكتب إلى سائر النواب والولاة بتجهيز العساكر إلى أردو، وتواترت الأخبار بذلك فى مصر، واجتمعت الأمراء، وأمروا للعسكر بتجهيزهم؛ وكتبوا الكتب بتجهيز الإقامات فى المنازل، وما انسلخ شهر ذى الحجة من السنة المذكورة إلا والعسكر قد خيمت، ثم رحلوا وأرسلوا الرد إلى نائب الشام بأخذ الأهبة والتجهيز للسلطان، ولما وصلت العساكر إلى غزة أقاموا أياما ينتظرون ما يرد من الأخبار.
ذكر وقعة الأويراتيه والسبب لخروجهم [١٨٢] عن الطاعة:
قد ذكرنا أن أمراءهم وكبراءهم قتلوا فى الدولة الحسامية لكونهم سببا فى الركوب على الملك العادل كتبغا لميله إليهم لكونهم من جنسه، فالبقية منهم