أيبك وغيره، وقالوا: إن الوزير إنما يريد بهذا مصانعة ملك التتار بما يبعثه إليهم من الأموال، وأشاروا بأن يبعث بشئ يسير، فأرسل شيئا من الهدايا، فاحتقره هلاون، وأرسل إلى الخليفة يطلب منه دواداره المذكور وسليمان شاه، فلم يبعثهما إليه، ولا بالى به حتى أزف قدومه، ووصل إلى بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة، فجرى ما جرى (١).
[ذكر خروج الخليفة إلى هلاون وقتله]
ولما غلب التتار على بغداد، كان أول من برز إلى هلاون الوزير مؤيّد الدين بن العلقمى، فخرج فى أهله وأصحابه، فاجتمع بهلاون، ثم عاد، فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه، لتقع المصالحة، على أن يكون نصف الخراج من أرض العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج فى سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، ولما اقتربوا من منزل هلاون حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسا، فخلص الخليفة بهؤلاء، وأنزل الباقون عن مراكيبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم، وأحضر الخليفة بين يدى هلاون، فسأله عن أشياء كثيرة، وقيل: انه اضطرب كلام الخليفة من هول ما رأى من الإهانة والجبروت، ثم عاد إلى بغداد وفى صحبته خواجا نصير الدين الطوسى والوزير مؤيد الدين بن العلقمى وغيرهما، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة، فأحضر من دار الخلافة شيئا كثيرا من الذهب والحلى والمصاغ والجوهر والأشياء النفيسة.