للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إقطاعاتهم، وبقى عسكر بغداد دون عشرين ألف فارس، وأرسل ابن العلقمى إلى التتار [أخاه (١)] يستدعيهم، فساروا قاصدين بغداد فجرى ما جرى (٢).

وقال ابن كثير فى تاريخه: وأحاطت التتار بدار الخلافة، يرشقونها بالنشاب (٣) من كل جانب، حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين يدى الخليفة وتضحكه، وكانت من جملة الحظايا، وكانت مولدة تسمى عرفة، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهى ترقص بين يدى الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك [وفزع فزعا (٤)] شديدا، وأحضر السهم الذى أصابها بين يديه، فإذا عليه مكتوب: إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره (٥) سلب ذوى العقول (٦) عقولهم، فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز، وكثرت الستائر على دار الخلافة (٧)، وكان قدم هلاون بجنوده كلها، وكانوا نحوا من مائتى ألف مقاتل فى ثانى عشر المحرم من هذه [٣٩٣] السنة، وهو شديد الحنق على الخليفة بسبب ما كان ما تقدم من الأمر الذى قدره الله وقضاه، وهو أن هلاون لما كان أول بروزه من همدان متوجها إلى العراق أشار الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمى على الخليفة بأن يبعث إليه بهدايا سنية ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصد بلادهم، فخذل الخليفة عن ذلك دواداره


(١) [] إضافة من المختصر ج‍ ٣ ص ١٩٤، للتوضيح.
(٢) انظر نهاية الأرب ج‍ ٢٣ ص ٣٢٤.
(٣) «بالنبال» فى البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٠٠.
(٤) [] إضافة من البداية والنهاية.
(٥) «وقدرته» فى الأصل، والتصحيح من البداية والنهاية.
(٦) «أذهب من ذوى العقول» فى البداية والنهاية.
(٧) «وكثرة الستائر عن دار الخلافة» فى الأصل والتصحيح من البداية والنهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>