للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الساحل، وتسابقت الفرسان من المقابلة إلى أن أحاطوا الساحل وتقاتلوا بالسيوف فى الوجوه والصدور وبالرماح بالطعن فى المحاجر والنحور، وانعزلت الجرخية نحية والأقحيّة ناحية، ولم تتعال الشمس صبيحة ذلك اليوم حتى خذلت الكفار، وانتصرت ملة الإسلام، وملأوا من قتلاهم الأرض، ورجع من بقى إلى قلعتهم وأغلقوها، وزحفت الرجال إليهم، وأرسلوا سهامهم إلى من فيها، فثبتوا ساعة مقاتلين، ثم وقع كلهم ما بين قتلى وجرحى، وصاحوا طالبين الأمان، وسلموا أنفسهم، وملك المسلمون القلعة أيضا، وكان ذلك اليوم يوم الجمعة الثامن والعشرين من صفر عام ثنتين وسبعمائة، وأخذوا جميع ما فيها من حواصل وسلاح، ووجدوا فيها تجارا ومعهم تجارة.

وكانت هذه القلعة أعتنى بها وبعمارتها صاحب قبرس مع جماعة من أكابر الفرنج على أنهم يتخذونها سكنا لهم ويسمونها عكا الصغيرة، ثم هدّها المسلمون إلى أن صارت دكا دكا، فحصل للمسلمين بذلك السرور التام والشكر على دين الإسلام.

[ذكر وفاة الخليفة]

الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين أبى العباس أحمد (١) بن محمد بن الحسن بن أبى بكر بن الحسن بن على القبى بن الراشد بالله الهاشمى العباسى البغدادى ثم المصرى (٢).


(١) وله أيضا ترجمة فى: زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٣٠ ب، المنهل الصافى ج‍ ١ ص ٧٩ رقم ٢٥٣، درة الأسلاك ص ١٥٥، الوافى ج‍ ٦ ص ٣١٧ رقم ٢٨١٩، تاريخ الخلفاء ص ١٩٢، السلوك ج‍ ١ ص ٩١٩، النجوم الزاهرة ج‍ ٧ ص ١١٨، كنز الدرر ج‍ ٩ ص ٣٠٦، الدرر ج‍ ١ ص ١٢٨ رقم ٣٣٢، شذرات الذهب ج‍ ٦ ص ٢» تذكرة النبيه ج‍ ١ ص ٢١٠، البداية والنهاية ج‍ ١٤ ص ١٩، التحفة الملوكية ص ١٦٢.
(٢) اختلف المؤرخون فى نسبه - انظر مصادر الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>