للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاهرة بأن أىّ عامىّ يزيد فى الكلام على جندى كانت روحه وماله للسلطان (١)، فانقطعوا بعد ذلك عما هم فيه من تشويشهم على الأجناد.

قال الراوى: ثم جاء خبر من نائب الشام صحبة قاصد من عنده أن عسكر قازان يتواردون أولا فأولا، وهو يحثهم على عبور الشام، وأنه قد استخرج من الأملاك والأوقاف وأصحاب البساتين أجرة أربع شهور وأنه استخدم بها من التركمان وغيرهم نحو ثمانمائة فارس، ونفق على كل جندى منهم ستمائة درهم نقرة (٢)، ثم أعرضهم وهم منتظرون حلول الركاب الشريف، فعند ذلك تجهزت الأمراء والسلطان للخروج.

ذكر خروج السلطان من القاهرة متوجّها إلى الشّام لأجل حركة التتار:

كان خروج السلطان مع عساكره فى النصف من شهر صفر (٣) من هذه السنة، وتموا سائرين إلى أن وصلوا إلى غزّة وأقاموا عليها يومين، والثالث ورود خبر من نائب حلب ونائب الشام صحبة القصّاد أن قازان قد توجه بجيشه إلى نحو جبال أنطاكية وقد جفلت أهل السّواد بين يديه، فكتب السلطان الجواب بأن تكونوا على يقظة من أمره، وتعرفوا بحركاته كل وقت، فاقتضى رأيهم الرحيل من غزة إلى منزلة العوجاء، فضربوا الدهليز بها، وشرعت الأجناد فى


(١) انظر السلوك ج‍ ١ ص ٩٠٧.
(٢) درهم نقرة: كان الدرهم النقرة على عهد الظاهر بيبرس عبارة الثلثان من فضة، والثلث من النحاس - صبح الأعشى ج‍ ٣ ص ٤٦٢ - ٤٦٣، الأوقاف والحياة الاجتماعية ص ٢٩٧.
(٣) «فى يوم السبت ثالث عشر صفر» النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>