يعرضون الجيش فى كل يوم عشر مقدمين من الحلقة بمضافيها.
وأما أمر المال فإن السلطان والأمراء قصدوا التوسع بشئ يعين على كلف العساكر، وسمّوا بتقدير مال على الأملياء والتجار وأرباب المعايش والأسباب بالقاهرة ومصر، فقرّر، وتولاّه الأمير سنقر المعروف بالأعسر، والأمير ناصر الدين محمد الشيخى متولى القاهرة، فاستخرجا منه نحو مائة ألف دينار، وسمّى مقرّر الخيالة.
وقال صاحب نزهة الناظر: لما تولى ناصر الدين الشيخى استخراج المال المقرّر على هؤلاء المذكورين عجز عن ذلك، وبلغه كلام كثير منهم، فاختار أن يشرك الوزير معه فى أمر الجباية، واتفق مع ذلك حضور بعض الجند وشكايته إليه ما قاسى من العامة ومن كلامهم الفاحش، وذكر أن الأجناد ما بقيت لهم حرمة عند العوام، وإذا وقف واحد منهم لشراء حاجته مما يتعلق بحال الجندية يسمعونه الكلام الفج ويقولون له: أما تستحون بالله تتحدثون اليوم وبالأمس كنتم هاربين، والآن تتشطرون علينا، وإذا هب واحد منهم على أحد من العامة بمقرعة فى يده، ينهض إليه ويمسكها من يده ويقول: إش معنى ما كانت هذه الحرمة على مثل الذين فعلوا بكم كذا وكذا وهربتم منهم، فصارت الأجناد فى ألم عظيم من مثل ذلك، [٢٤٠] وعرف ناصر الدين الشيخى ذلك للأمراء، وأختار أن يشرك معه فى هذا الأمر من هو أكبر وأكثر حرمة، فرسموا أن يكون شريكه فى ذلك الأمير شمس الدين الأعسر، فإنه كان ذا حرمة عظيمة وهيبة قوية بحيث أن أحدا من العوام إذا وقف بين يديه لم يقدر أن ينطق بكلمة واحدة، فاستقام حينئذ حال ناصر الدين المذكور، ثم نودى فى