للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢١٢] وغارة الأموال بوقوع الهرج والمرج، ونحن نبرأ من ذلك، وقد أعذر من أنذر {(وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى)} (١).

الثانى من الفرامين (٢): كتبه عند رحلته من الشام،

فقرئ بجامع بنى أميّة.

بقوة الله وميامين الملة المحمدية، فرمان السلطان محمود غازان:

ليعلم الأمراء والنواب والولاة والقضاة والسادة والصدور والناس كافة بممالك الشام والسواحل أنّ جدنا جنكز خان كان ملكا وابن ملك إلى سبعة جدود فى بلاد المغول (٣)، وحيث أيده الله تعالى ملك بسيفه ربع الأرض المسكون، ولم يبلغنا فى تاريخ من التواريخ من لدن آدم عليه السلام وإلى يومنا [هذا (٤)] أن ملكا ملك من الأقاليم ما ملكه، ولا تيسر له من التأييد ما تيسر له، ونحن سادس ملك من صلبه، وكان قد سبق فى تقدير الله أن يصيب أولاده ممن سلف قبلنا عين نافذة، فوقع بينهم الخلف وطال التنازع بينهم سنين كثيرة، فاجتمع من من بقايا سيوفهم أمم مختلفون يتسترون فى الأكنان ويتغيبون فى أبعد المكان، وكان منهم سكان مصر والشام، واجتمع بها من المماليك والخوارج زمرة غرّتهم سلامتهم من المغل المشتغلين عنهم بما كان أهم عندهم منهم، وطفقوا كل قليل يختارون من بينهم مملوكا من أرذل الأجناس، فيملكونه على الإسلام، ويحكمونه فى رقاب الأنام، وحسبوا أن ذلك تدبير الملك، ولم يتعرفوا طريق


(١) جزء من الآية رقم ٤٧ من سورة طه رقم ٢٠.
(٢) المقصود «فرمانات». وانظر نسخته أيضا فى زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢١٢ أ - ٢١٤ أ.
(٣) «الملوك» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة، ويتفق مع السياق.
(٤) [] إضافة من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>