للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقتلوا إلا مملوكا واحدا اسمه قراسنقر، أبقاه هلاون، وذلك أنه سألهم عن وظائفهم، فذكر له ذلك المملوك أنه كان (١) أمير شكار للسلطان، فاستبقاه (٢) وسلم (٣) إليه شيئّا من الطيور الجوارح وحظى عنده، واتفق حضوره إلى الديار المصرية فى الأيام الظاهريّة، فأعطاه السلطان إقطاعا، وجعله مقدم فى الحلقة (٤).

وكان صاحب ميافارقين أديبا فاضلا، وله نظم جيد، فمنه قوله:

ترى تسمح الدنيا بما أنا طالب … فلى عزمات دونهن الكواكب (٥)

وإن يكن الناعى بموتى معرضا … فأىّ كريم ما نعته النوائب

ومن كان ذكر الموت فى كّل ساعة … قريبا له هانت عليه المصائب

وما عجبى إلا تأسّف عاقل … على ذاهب من ماله وهو ذاهب

[ذكر ما جرى لأصحاب البلاد مع هلاون]

منها: أن الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل سار إلى هلاون مهادنا، فاستصحب معه شيئا كثيرا من الهدايا النفيسة، والأمتعة الجلية، والجواهر الثمينة، ومفاتيح القلعة والمدينة، وإنما حداه على ذلك الشفقة على رعيته والخوف على أهل مملكته، فمنعه أهل البلد من المسير إليه حذرا عليه، فلم يمتنع


(١) «كان» ساقط من زبدة الفكرة.
(٢) «للسلطان، فاستيقاه» ساقط من زبدة الفكرة.
(٣) «فسلم» فى زبدة الفكرة.
(٤) انظر نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٨٣ - ٣٨٤.
(٥) نهاية ما جاء فى زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٣٤ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>